يمكن الإجابة على هذا السؤال كما يلي :
١ ـ إنّ الإنسان الذي يعيش في عالم الماديات قد لا يتعقل ذلك ، أما حينما يؤمن بعالم ما وراء الطبيعة ، أو عالم الغيب ؛ فلا يستبعد ذلك ؛ لأنّ قدرة الله تعالى لا يمكن الإحاطة بها ، فليس على الله بعسير أن يحقق كل ذلك ، فالذي يؤمن بمعاجز الأنبياء وكرامات الأولياء ـ عبر العصور وإلى يومنا هذا ـ لا يستغرب من حضورهم عليهم السلام عند الموتى حال الإحتضار في وقت واحد أو رؤياهم كذلك ، «وفي الفتاوي الحديثية ، لابن حجر ص ٢١٣ ، عن ابن العربي : أنّ الأنبياء ترد إليهم أرواحهم في القبور ، ويؤذن لهم في الخروج والتصرف في الملكوت العلوي أو السفلي ، فلا مانع من أن يرى النبي صلى الله عليه وآله وسلم الكثيرون ؛ لأنّه كالشمس» (٣١٧).
٢ ـ لو تأملنا إلى ما توصل إليه العلم الحديث من إكتشافات علمية ، كما هو الحال بالنسبة إلى ما نراه عبر الشاشات التلفزيونية ، والقنوات الفضائية ، حينما تنقل لنا الأحداث اليومية على الهواء مباشرة ، فيشاهد الملايين من البشر الحدث المعيّن في وقت واحد ـ وما زال العلم يزودنا بالجديد من التقنية ـ ؛ لتعقلنا مثل هذه الأشياء المنسوبة إلى الأنبياء والأوصياء ، الذين لهم إرتباط بعالم الغيب.
__________________
(٣١٧) ـ المقرم ، السيد عبد الرزاق : مقتل الحسين / ١٣٢.