١ ـ الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) :
لا شك ولا ريب أنّ رؤى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وحي ، وقد ذكر لنا التاريخ الكثير من رؤاه ، أما ما يخص بالحسين ؛ فمنها ما يلي :
أ ـ عن عبد الله بن وهيب بن زمغة قال : أخبرتني أم سلمة (رض) : (أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إضطجع ذات ليلة للنوم فإستيقظ وهو خائر ، ثم إضطجع فرقد ، ثم إستيقظ وهو خائر دون ما رأيت به المرة الأولى ، ثم إضطجع فإستيقظ وفي يده تربة حمراء يقبلها ، فقلت : ما هذه التربة يا رسول الله؟ قال : أخبرني جبرئيل عليه الصلاة والسلام : إنّ هذا يقتل بأرض العراق ـ للحسين ـ فقلت لجبرئيل : أرني تربة الأرض التي يقتل بها فههذ تربتها) (٣١٨).
ب ـ ذكر ابن عبد البر في كتاب (بهجة المجالس وأنس المجالس) : «أنّه قيل لجعفر الصادق عليه السلام ـ وهو أحد الأئمة الأثني عشر ـ : كم تتأخر الرؤيا؟ فقال : خمسين سنة ، لأنّ النبي صلى الله عليه وآله) رأى كأنّ كلباً أبقع ولغ في دمه ، فأوّله ؛ بأنّ رجلاً يقتل الحسين ابن بنته صلى الله عليه وآله وسلم ، فكان الشّمِر بن ذي الجوشن قاتل الحسين صلى الله عليه وآله وسلم ، وكان أبرص ؛ فتأخرت الرؤيا بعده خمسين سنة» (٣١٩).
ويُؤيِّد هذه الرواية ما ذكره الشيخ الطريحي (قده) ـ من حوار الإمام الحسين عليه السلام مع الشمر ـ : «فقال الحسين عليه السلام : الله أكبر ، صدق جدي رسول الله في رؤياه من قبل. فقال له الشمر : في أي شيء صدق جدك؟ فقال عليه السلام :
__________________
(٣١٨) ـ الحاكم النيسابوري ، محمد بن عبد الله : مستدرك الصحيحين ، ج ٤ / ٣٩٨.
(٣١٩) ـ الدّميري ، كمال الدين محمد بن موسى : حياة الحيوان الكبرى ، ج ٢ / ٢٢٩.