٣ ـ صاحبة أول صالون أدبي في مصر :
هذه دعوى بلا دليل ، بل موضوعة على السيدة سكينة ، وما نسب إليها من كثرة الشعر ـ كما أخبر صاحب الأغاني ـ ، فغير صحيح ، إذ لو كان عندها كل ذلك لقالته في رثاء والدها ، بل المعروف أنّ لها أبياتاً قليلة في رثاء والدها :
لا تَعْذليه فهم قاطعٌ طُرُقه |
|
فعينه بدموع دُرَّفٍ غدقه |
إنّ الحسين غداة الطف يرشقه |
|
ريب المنون فما أن يخطئ الحدقه |
بكفّ شر عباد الله كلهم |
|
نسل البغايا وجيش المرَّق الفسقة |
يا أمة السوء هاتوا ما احتجاجكم |
|
غداً وجلُّكم بالسيف قد صفقه |
الويل حل بكم إلا بمن لحقه |
|
صيرتموه لأرماح العدى درقه |
يا عين فاحتفلي طول الحياة دماً |
|
لا تبك ولداً ولا أهلاً ولا رفقه |
لكن على ابن رسول الله فانسكبي |
|
قيحاً ودمعاً وفي أثريهما العلقة (٣٥٨) |
والكلمة الأخيرة في حق السيدة سكينة لوالدها الحسين : «أما سكينة ؛ فغالب عليها التوجه إلى الله تعالى. فنفهم من هذه الكلمة ، أنّ كل ما قيل : من لقاء الشعراء وبيت الضيافة غير صحيح .. وكل أملي للكاتب المحترم ، أنّ يتنبّه للحقائق التاريخية قبل كتابتها ، حتى يكون قد أنصف في كتابته ، ولا يعتمد على نقل الروايات فقط من دون تتحقيق ، والعصمة لله» (٣٥٩).
__________________
(٣٥٨) ـ شُبّر ، جواد : أدب الطف ، ج ١ / ١٥٨.
(٣٥٩) ـ المنهل ـ العدد ٤٩٢ ، جمادى الآخرة ١٤١٢ هـ / ١٨٠ ـ ١٨١. وهنا تصحيح للأخطاء المطبعية وذكر النواقص التي لم تذكر في هذا الععدد «المؤلف».