رؤياها في دمشق :
وبعد ذكر هذه الترجمة المختصرة للسيدة سكينة عليها السلام ، نذكر بعض الروايات التي ذكرت رؤياها في دمشق ، وهي كالتالي :
١ ـ ذكر السيد ابن طاووس في كتابه (اللهوف في قتلى الطفوف) : «قال الراوي : ووعد يزيد علي بن الحسين عليهما السلام في ذلك اليوم أنّه يقضي له ثلاث حاجات ، ثم أمر بهم إلى منزل لا يكنهم من حرٍ ولا برد ، فأقاموا به حتى تقشرت وجوههم ، وكانوا مدة إقامتهم في البلد المشار إليه ، ينوحون على الحسين عليه السلام. قالت سكينة : فلما كان في اليوم الرابع من مقامنا ؛ رأيت في المنام رؤيا ـ وذكرت مناماً طويلاً تقول في آخره ـ : رأيت إمرأة راكبة في هودج ويدها موضوعة على رأسها ، فسألت عنها فقيل لي : هذه فاطمة بنت محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أم أبيك صلوات الله عليه ، فقلت : والله لأنطلقن إليها ، ولأخبرنّها ما صنع بها ، فسعيتُ مبادرةً نحوها حتى لحقتُ بها ، فوقفتُ بين يديها أبكي وأقول : يا أمّاه ، جحدوا والله حَقّنا ، يا أمّاه ، بَدّدوا والله شملنا ، يا أمّاه ، إستباحوا والله حريمنا ، يا أمّاه ، قتلوا والله الحسين أبانا ، فقالت لي : كفّي صوتك يا سكينة ، فقد قطعت نياط قلبي ، هذا قميص أبيك الحسين لا يفارقني حتى ألقى الله به» (٣٦٠).
٢ ـ وذكر الشيخ ابن نما في كتابه (مثير الأحزان) : «ورأت سكينة في منامها وهي بدمشق ، كأنّ خمسة نجب من نور قد أقبلت ، وعلى كل نجيب شيخ والملائكة محدقة بهم ، ومعهم وصيف يمشي ، فمضى النجب وأقبل الوصيف إليّ وقرب مني وقال : يا سكينة ، إنّ جدّك يسلم عليك.
__________________
(٣٦٠) ـ ابن طاووس ، السيد علي الحسني الحسيني : اللهوف في قتلى الطفوف / ٧٩.