بعوائد اللطف؟ .. من تكفل أرامله؟ ثم قالت : وا ولداه ، وا مهجة قلباه ، وا ثمرة فؤاداه. فتناوحت النساء من حولها ، حتى ظننت أنّ القصر يريد أن ينطبق ، وهي من عبرتها تخنق ، فجعلت النساء يعزونها تعزية شديدة ، ويهدئنها ولم تكن تهدأ ولا تقنق ، كأنّها قد أخذت حزن أهل الدنيا على رأسها ، هذا والنساء يقلن لها : يا فاطمة (سلام الله عليكم) ، يحكم الله تعالى بينكم وبين يزيد (لع) وهو خير الحاكمين ، وودعتني وهي باكية ، فانتبهت وجلة قد زادني حزناً إلى حزني فراقها. قال : فعند ذلك ضحك يزيد (لع) مستهزءاً وقال : إنكم تسلون بالأحلام ولم يعبأ بكلام الطاهرة ، ولم يخف من ملالها» (٣٦٢).
نتيجة بحث رؤياها :
وبعد عرض هذه الروايات التي ذكرت رؤيا السيدة سكينة في دمشق ؛ نخرج بالنتيجة التالية :
أولاً ـ إنّ الروايات مختلفة من حيث الإجمال والتفصيل ، وإختلاف الألفاظ والفقرات والزيادة والنقصان ، ومع ذلك يمكن القول بوحدة القضية وكونها رواية واحدة ، ولعل ذلك يرجع إلى ما يلي :
١ ـ إنّ من دأب الرواة الزيادة والنقصان ، سواء من باب العمد أو السهو أو النسيان.
٢ ـ قد يرجع ذلك إلى النسّاخ في نقل الرواية من مصادرها الأساسية ، وهذا معروف عنهم.
__________________
(٣٦٢) ـ الدربندي ، الشيخ آغا بن عابد الشيرواني الحائري : أسرار الشهادة ، ج ٣ / ٦٢٢ ـ ٦٢٣.