فغطاها وقال : نعم ، فأعولي عليه يا هند ، وأبكي على ابن بنت رسول الله وصريخة قريش ، عَجّل عليه ابن زياد لعنه الله فقتله ، قتله الله ، ثم إنّ يزيد أنزلهم في داره الخاصة ، فما كان يتغدى ولا يتعشى حتى يحضر علي بن الحسين (عليه السلام)» (٣٦٤).
ب ـ وذكر الشيخ عباس القمي أيضا : «وقيل لما وصل .. الحسين (عليه السلام) إلى يزيد حسنت حال ابن زياد عنده ، وزاده ووصله وسره ما فعل ، ثم لم يلبث إلا يسيراً حتى بلغه بغض الناس له ولعنهم وسبهم ، فندم على قتل الحسين (عليه السلام) ، فكان يقول : وما عليّ لو إحتملت الأذى وأنزلت الحسين معي في داري وحكمته فيما يريد ، وإن كان عليّ في ذلك وهن في سلطاني ، حفظاً لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ورعاية لحقه وقرابته ، لعن الله ابن مرجانة ، فإنّه إضطره وقد سأله أن يضع يده في يدي ، أو يلحق يثغر حتى يتوفاه الله ، فلم يجبه إلى ذلك فقتله فبغّضني بقتله إلى المسلمين ، وزرع في قلوبهم العداوة فأبغضني البر والفاجر بما استعظموه من قتل الحسين (عليه السلام) ، مالي ولابن مرجانة (لعنه الله وغضب عليه). ثم عَقّب الشيخ عباس القمي على ذلك بقوله : «يظهر لمن تأمل في أفعال يزيد وأقواله ، أنّه لما جيء برأس الحسين (عليه السلام) وأهل بيته سُرّ بذلك غاية السرور ، ففعل ما فعل مع الرأس الشريف ، وقال ما قال ، وحبس علياً بن ال حسين (عليه السلام) وسائر أهل بيته في محبس لا يكنّهم من حَرّ ولا قَرّ ، حتى تقشرت وجوههم ، فلما عرفهم الناس واطلعوا على جلالتهم وأنهم مظلومون ، ومن أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه
__________________
(٣٦٤) ـ القمي ، الشيخ عباس : نفس المهموم / ٤١٩ ـ ٤٢٠.