وذكر الشيخ الحائري (ره) في كتابه (معالي السبطين) : «وفاطمة الكبرى ، الملقبة بزينب الصغرى ، وقيل : أمها قضاعية ، فعلى هذا هي وجعفر بن الحسين عليه السلام من أم واحدة» (٣٦٧).
أقول : تبين لنا بعد عرض هذين النصين ، أنّ هذه السيدة تعرف بـ(فاطمة الكبرى) باعتبار أنّها أكبر بناته عليه السلام ، وفاطمة الصغرى باعتبار جدتها الصديقة الكبرى (فاطمة) ، ولعلّ من قال : بأنّ للحسين عليه السلام بنتاً إسمها (زينب) ، هي هذه السيدة ؛ لأنّها تعرف بـ(زينب الصغرى).
والدتها هي : أم إسحاق ، بنت طلحة ، بن عبيد الله التيمي ، كانت زوجة الإمام الحسن عليه السلام ، وولدت له طلحة ، وقد درج ولا عقب له ، ثم تزوجها الإمام الحسين عليه السلام بوصية منه ، فولدت له فاطمة.
وذكر الشيخ عباس القمي (ره) في كتابه (نفثة المصدور) : «قال ابو الفرج : وأمها ـ أي أم إسحاق ـ جرباء بنت قسامة ، بن رومان من طيء ، إنّما سميت جرباء لحسنها ، كانت لا تقف إلى جانبها إمرأة ـ وإن كانت جميلة ـ إلا إستقبح منظرها لجمالها ، وكانت النساء يتحامين أن يقفن إلى جانبها ، فشبهت بالناقة الجرباء التي تتوقاها الإبل مخافة أن تعديها ، وقد كانت أم إسحاق عند الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) ، قبل أخيه الحسين (عليه السلام) ، فلما حضرته الوفاة دعا بالحسين (عليه السلام) ، فقال : يا أخي ، إنّي أرضى هذه المرأة لك ، فلا تخرجن من بيوتكم ، فإذا إنقضت عدتها فتزوجها ،
__________________
(٣٦٧) ـ الحائري ، الشيخ محمد مهدي : معالي السبطين ، ج ٢ / ٢١٤.