غراب وتمرّغ في دمه وطار حتى وقع بالمدينة على جدار فاطمة بنت الحسين عليه السلام وهي صغيرة» (٣٧٢).
فبعد هذا البيان ؛ إتضح لنا ، أنّ هناك فاطمة أخرى للحسين عليه السلام قد تكون أمها (أم إسحاق) ، وسيتضح لنا فيما بعد أنّها أم (لرقية وعلي الأصغر ، الرضيع المولود وقت صلاة الظهر يوم عاشوراء ، ولم يتضح لنا أنّها أمّاً لفاطمة الكبرى بنت الحسين عليه السلام ، بل أمّها قضاعية ، والله العالم بحقايق الأمور.
زوجها وأولادها :
تزوجت بابن عمها الحسن بن الحسن بن أمير المؤمنين عليه السلام ، كما ذكر ذلك الشيخ المفيد (قده) في كتابه (الإرشاد) : «وروي : أنّ الحسن بن الحسن ، خطب إلى عمِّه الحسين بن علي (عليهما السلام) إحدى إبنتيه ، فقال له الحسين ، إختر يا بُنيّ أحبهما إليك ، فاستحيا الحسن ولم يُحِرْ جواباً ، فقال الحسين (عليه السلام) : فإنّي قد إخترت لك ابنتي فاطمة ، وهي أكثرهما شبهاً بأمي فاطمة بنت رسول الله (صلى اللع عليهما) ...» (٣٧٣) والمستفاد من نَصّ الشيخ المفيد (قده) ، جلالة وحسن حال هذا الرجل ، حيث قال : فأما الحسن بن الحسن ؛ فكان جليلاً رئيساً فاضلاً ورعاً ، وكان يلي صدقات أمير المؤمنين (عليه السلام) في وقته» (٣٧٤). وقال أيضاً : «وكان الحسن بن الحسن حضر مع عمه الحسين بن علي (عليهما السلام) الطف ، فلما قتل الحسين ، وأسر الباقون من أهله ؛ جاءه أسماء بن خارجة فانتزعه من بين الأسرى ، وقال : والله لا يوصل
__________________
(٣٧٢) ـ المصدر السابق.
(٣٧٣) ـ المفيد ، الشيخ محمد بن محمد : الإرشاد ، ج ٢ / ٢٣.
(٣٧٤) ـ نفس المصدر / ٢٥.