رضيع! فقال : فداك عمك ، يقتل عبد الله إذا جفت روحي عطشاً ، وصرت إلى خيمنا فطلبت ماء ولبناً فلا أجد قط ، فأقول : ناولوني إبني لأشرب من فيه فيأتوني به ، فيضعونه على يدي فأحمله لأدنيه من فمي ، فيرميه فاسق (لعنه الله) بسهم ، فينحره وهو يناغي فيفيض دمه في كفي ، فأرفعه إلى السماء وأقول : اللهم صبراً واحتساباً فيك» (٤٠٨).
٢ ـ علي الأصغر :
ومن النصوص المصرحة بهذا الإسم ، ما يلي :
ذكر ابن أعثم الكوفي ، في كتابه (الفتوح) : «وله ابن آخر يقال له : علي في الرضاع ، فتقدم إلى باب الخيمة فقال : ناولوني ذلك الطفل حتى أودِّعه ، فناولوه الصبي فجعل يقبله وهو يقول : يا بني ، ويل لهؤلاء القوم ، إذا كان غداً خصمهم جَدّك محمد! قال : وإذا بسهم قد أقبل حتى وقع في لبّة الصبي فقتله. فنزل الحسين عن فرسه ، وحفر له بطرف السيف ورَمّله بدمه وصلى عليه ودفنه» (٤٠٩).
ونَصّ ابن شهر آشوب في كتابه (المناقب) على علي الأصغر بقوله : «فبقى الحسين وحيداً وفي حجره علي الأصغر ، فرمي إليه بسهم فأصاب حلقه ، فجعل الحسين عليه السلام يأخذ الدم من نحره فيرميه إلى السماء فما يرجع منه شيء ، ويقول : لا يكون أهون عليك من فصيل» (٤١٠).
__________________
(٤٠٨) ـ البحراني ، السيد هاشم : مدينة المعاجر ، ج ٣ / ٣٧.
(٤٠٩) ـ ابن أعثم ، ابو محمد احمد الكوفي : الفتوح ، ج ٥ / ٣٧.
(٤١٠) ـ ابن شهر آشوب ، الحافظ محمد بن علي : مناقب آل ابي طالب ، ج ٤ / ١٠٩.