فجعل الحسين يبكي ويقول : اللهم احكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا فقتلونا. فنودي من الهواء : دَعْهُ يا حسين ، فإنّ له مرضعاً في الجنّة» (٤١٤).
«وروي : أنّ زينب عليها السلام ، وهي التي أخرجت الصبي وقالت : يا أخي ، هذا ولدك له ثلاث أيام ، ما ذاق الماء ، فأخذه على يده وقال : يا قوم قد قتلتم شيعتي وأهل بيتي ، وقد بقي هذا الطفل يتلظى عطشاناً ، فاسقوه شربة من الماء ، فبينما هو يخاطبهم ، إذ رماه رجل منهم بسهم فذبحه» (٤١٥).
الثالثة ـ النصوص المصرِّحة بعمره :
ويمكن حصرها فيما يلي :
١ ـ ثلاث سنوات :
ذكر الذهبي في كتابه (سير أعلام النبلاء) : «فوقعت نبلة في ولد له ابن ثلاث سنين» (٤١٦) ، إنطباق هذا على الرضيع بعيد جداً ؛ لأنّه لا يقال لطفل رضيعاً إذا لم يكمل السنتين ، ولعلّ هذا العنوان ـ أي ابن ثلاث سنين ـ على ابن له آخر ، فقد ذكر الشيخ الحائري (ره) : «وممن قتل من أولاده ، ذلك الغلام الذي قتل عند باب الخيمة بعد شهادة علي الأكبر عليه السلام ، كما ذكره صاحب الناسخ ونحن عنه نقلنا» (٤١٧).
__________________
(٤١٤) ـ ابن الجوزي ، يوسف بن فرغلي : تذكرة الخواص / ٢٢٧.
(٤١٥) ـ الطبسي ، الشيخ محمد جعفر : مع الركب الحسيني ، ج ٤ / ٤٠٧ «حاشية».
(٤١٦) ـ الذهبي ، محمد بن أحمد : سير أعلام النبلاء ، ج ٣ / ٣٠٢.
(٤١٧) ـ الحائري ، الشيخ محمد مهدي : معالي السبطين ، ج ١ / ٤٢٨.