٢ ـ ستة أشهر :
ذكر الشيخ الحائري (ره) في كتابه «معالي السبطين» : «وقال أبو مخنف ـ بعد ذكر شهادة علي الأكبر ـ : ثم أقبل الحسين عليه السلام إلى أم كلثوم وقال لها : يا أختاه ، أوصيكِ بولدي الصغير خيراً ؛ فإنّه طفل صغير ، وله من العمر ستة أشهر. فقالت : يا أخي ، إنّ هذا الطفل له ثلاثة أيام ما شرب الماء ، فاطلب له شربة من الماء ، فأخذ الطفل وتوجه نحو القوم ، وقال : يا قوم ، قد قتلتم أخي وأولادي وأنصاري ، وما بقي غير هذا الطفل ، وهو يتلظى عطشاً من غير ذنب أتاه إليكم ، فاسقوه شربة من الماء» (٤٢٠).
تعقيب على النصوص المتقدمة :
وبعد عرض هذه النصوص ؛ نخرج بالنتيجة التالية :
١ ـ إنّ للحسين عليه السلام رضيعين : أحدهما (عبد الله الرضيع) ، وعمره ستة أشهر ، قتل في معركة حينما ذهب به أبوه إلى القوم ، طالباً منهم أن يسقوه ماءً ، فرماه حرملة بن كاهل الأسدي بسهم ، فذبحه من الأذن إلى الأذن. وأمه الرباب ، وهو أخ سكينة عليها السلام لأمه.
٢ ـ إنّ الرضيع الآخر ؛ هو علي الأصغر ، الذي وُلِدَ به وقت صلاة الظهر عند المحاربة ، وقتل عند باب الخيمة ، وهو في حجر أبيه ، رماه عبد الله بن عقبة الغنوي بسهم في نحره فذبحه ، وأمه أم إسحاق بنت طلحة ، وأخ رقية ، كما تقدم البحث فيه في رؤيا السيدة رقية.
__________________
(٤٢٠) ـ المصدر السابق ، ج ١ / ٤٢٤.