وذكر ابو الفرج الإصفهاني في كتابه (الأغاني) : «عن مالك بن أعين قال : سمعت سكينة بنت الحسين (عليهما السلام) تقول : عاتب عمي الحسن أبي في أمي فقال :
لعمرك إنني لأحب داراً |
|
تكون بها سكينة والرباب |
أحبهما وأبذل كل مالي |
|
وليس لعاتب عندي عتاب» (٤٢٢) |
مناقشة رواية أبي الفرج الإصفهاني :
من تصفح سيرة الحسنين عليهما السلام ؛ لاحظ شيئين مهمين هما كالتالي :
الأول ـ وجود الأكاذيب والأساطير ، للحط من مقام السبطين عليهما السلام ، ومن الشواهد على ذلك ما ذكره ابو الفرج الإصفهاني في الرواية من العتاب!
وأيضاً ما ذكره ابن عساكر في قضية المهاجرة والمخاصمة بين السبطين عليهما السلام ؛ حيث يروي عن المدائني قوله : «جرى بين الحسن بن علي عليهما السلام وأخيه الحسين عليه السلام كلام حى تهاجرا ، فلما أتى على الحسن ثلاثة أيام تأثم من هجر أخيه ، فأقبل إلى الحسين ـ وهو جالس ـ فأكبّ على رأسه فقبله ، فلما جلس الحسن ، قال له الحسين عليه السلام : إن الذي منعني من إبتدائك ، والقيام إليك ، أنّك أحقُّ بالفضل مني ، فكرهت أنّ أنازلك ما أنت أحق به» (٤٢٣).
الثاني ـ كثرة ما ورد في فضلهما وعلو شأنهما ، وما يثبت عصمتهما كما في آية الطهارة ؛ وهي قوله تعالى : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) [الأحزاب / ٣٣]. ومودتهما ومحبتهما في قوله تعالى : (قُل لَّا
__________________
(٤٢٢) ـ ابو الفرج الاصفهاني ، علي ابن الحسين : الأغاني ، ج ١٤ / ١٥٧.
(٤٢٣) ـ ابن عساكر ، علي بن الحسن : تاريخ ابن عساكر (ترجمة الإمام الحسين (ع) / ١٥٢ ـ حديث ١٩٧).