أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ) [الشورى / ٢٣]. كما أنّه لما أراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم المباهلة مع نصارى نجران ذهب بهما ، كما في قوله تعالى : (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ) [آل عمران / ٦١]. وبعد هذا ، هل يقبل مسلم غيور على الدين ومقدساته ، تلك الأساطير التي ما يُراد من وضعها واختلاقها ، إلا القدح في عصمتها والنيل من تلك المكانة التي حَثَّ ودعا إليها القرآن الكريم؟!
هل يقبل غيور أن يقرأ أو يسمع أنهما يتعاتبان لأجل إمرأة ، ويعرف كل منهما فضل الآخر؟!
إذن ، فالرواية مكذوبة. وأما الأبيات المنسوبة إليه عليه السلام ؛ فهي تبين مدى حبه لزوجته الرباب وابنته سكينة عليهما السلام فقط. ولعلّ الذين وضعوا هذه الرواية إستغلوا هذا الشطر (وليس لعاتب عندي عتاب) في نبز الإمام الحسن عليه السلام!
ومما يدل على حب الرباب لزوجها الحسين عليه السلام ما يلي :
إنّها من النساء اللاتي جاء بها الحسين عليه السلام مع حرمه إلى الطف ، وحُملت معهن إلى الكوفة والشام ، ورجعت مع الحرم إلى المدينة ، فأقامت فيها لا تهدأ ليلاً ولا نهار ، من البكاء على الحسين عليه السلام. ومن المواقف المشجية لها في الكوفة ، حينما رأت الرأس ، طلبته من ابن زياد ، فلما رأته أخذته ووضعته في حجرها وقبلته وقالت :
واحيناً فلا نسيت حسيناً |
|
أفصدته أسنة الأعداء |
عادروه بكربلاء صريعاً |
|
لا سقى الله جانبي كربلاء (٤٢٤) |
__________________
(٤٢٤) ـ المقرم ، السيد عبد الرزاق : السيدة سكينة / ١٣٧.