٨ ـ الشيخ ضياء الدين النعماني :
ذكر الشيخ عبد العظيم المهتدي البحراني في كتابه «قصص وخواطر» : «.. حكى لنا سماحة الشيخ ضياء الدين النعماني : .. أنّ شخصاً جاءه قبل وفاتة والده بأيام وقال : إنّي رأيت فيما يراه النائم رجلين قادمين من زيارة مرقد الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء ، وبيد أحدهما تربتان حسينيتان ، فأعطاهما إياك وقال : إنّهما هدية لك ، إحدهما ولوالدك الأخرى. مضت أيام حتى يوم وفاة والدي ، وأنا في المغتسل ؛ إذ جاءني أحد المؤمنين وناولني تربتين حسينيتين ، وقال : إنّ إثنين من أصدقائه قدما من كربلاء وهذه هديتهما ، إليك واحدة والأخرى لوالدك المرحوم. فغُمِرْت بالعجب الشديد من تطابق تلك الرؤيا وهذا الواقع ، فأخذت التربتين وخلطت التي لوالدي بالماء وحينما وضعته في القبر مسحت بها على صدره ووجهه ، وإزددت عجباً عندما كنت ألقّنه بالعقائد الحَقّه ، وأقول : (إذا سألك الملكان المقرّبان من نبيك : فقل : محمد بن عبد الله ، خاتم الأنبياء بني ..) وإذا بجفون عيني والدي إنتفضت ونزلت من تحتها دمعة كبيرة بيضاء كالدرّ!
وأضاف الشيخ النعماني ـ الذي يقال : أنّه حافظ ثلاثين ألف حديث مع سلسلة إسناده ـ أنّ والده المرحوم (الحاج كريم) ، كان عالماً غير معمم ، وكان شديداً في الولاء لأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وكان مواظباً منذ أربعين عاماً على أن لا تفوته زيارة الإمام الحسين عليه السلام ، فحتى بعدما جئنا إلى إيران كان يصعد على سطح المنزل ليلة كلّ جمعة ، فيتجه نحو العراق ويُسلِّم على الحسين عليه السلام.
وهنا عَلّق على هذه القصة العجيبة سماحة الشيخ صَحّت ـ وهو من حفاظ أحاديث أهل البيت عليهم السلام ـ قائلاً : إنّ ما حكاه الشيخ النعماني يؤيده