(الصورة الرابعة) ـ في الأمثال للميداني ج ١ ص ٢٧٤ : حرف الراء ، عنوان (رُبّ سَاعِ لقاعد) روي مرسلاً : أنّ معاوية سأل يزيد عن رغباته فذكر له رغبته في التزويج من (سلمى أم خالد) ، زوجة عبد الله بن عامر بن كريز ، فاستقدمه معاوية وسأله طلاق إمرأته (أم خالد) على أن يعطيه خراج فارس خمس سنين ، فَطَلّقها فكتب معاوية إلى وليه على المدينة (الوليد بن عتبة) أن يعلم أم خالد بطلاقها ، وبعد إنقضاء العدة أرسل معاوية أبا هريرة ومعه ستون ألفاً وعشرون الف دينار ، مهرها وعشرون الف كرامتها ، وعشرون الف هديتها ، وفي المدينة حكى القصة لأبي محمد الحسن بن أمير المؤمنين (عليه السلام). فقال لأبي هريرة : إذكرني. وقال له الحسين : إذكرني لها. وقال عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب : إذكرني. وقال عبد الله بن جعفر الطيار : إذكرني. وقال عبد الله بن الزبير : إذكرني. وقال عبد الله بن مطيع بن الأسود : إذكرني. ولما دخل عليها ابو هريرة حى لها ما أراده معاوية ، ثم ذكر رغبة الجماعة فيه. فقالت له : إختر لي أنت. فاختار لها الحسن بن علي عليهما السلام ، وزَوّجَها منه وانصرف إلى معاوية بالمال ، ولما بلغ معاوية القصة ، عَتَبَ على أبي هريرة فرد عليه : المستشار مؤتمن.
هذا كل ما في عَيْبَة المؤرخين الأمناء في تسجيل الحقايق كما وقعت ، ومن المؤسف عدم تحفظهم عن الطعن بكرامة المسلمين ، والتأمل في هذه الأسطورة لا يعدوه الإذعان بأن الغاية منها هو النيل من إبني رسول الله (صلى الله عليه وآله) الإمامين على الأئمة إن قاما وإن قعدا ، لَعَلّ من يبصر الأشياء على علاتها من دون تمحيص ، وقد وجد من انطلت عليه هذه الأكذوبة ، فرمى أبا محمد الحسن عليه السلام بما تسيخ منه الجبال بالإعتذار عن كثرة الزوجات للحسن ، أن