على فناء بابي؟! فوثب إليها يزيد فَغَطّاها ، وقال : نعم فأعولي عليه يا هند وأبكي على ابن بنت رسول الله ، وصريخة قريش ، عَجّل عليه ابن زياد (لعنه الله) فقتله ، قتله الله» (٤٤٩).
قال الراوي : فسمعته بنت عبد الله زوجة يزيد (لع) ، وكان يزيد (لع) مشغوفاً بها ، قال : فدعت برداء فتردت بها ، ووقفت من وراء الستر وقالت ليزيد (لع) : هل عندك من أحد؟
قال : أجل ، فأمر من كان عنده بالإنصارف ، وقال اللعين : ادخلي. فدخلت ، قال : فنظرت إلى رأس الحسين ؛ فصرخت فقالت : ما هذا الرأس الذي معك؟ فقال : رأس الحسين بن علي بن أبي طالب. قال : فبكت وقالت : يعزّ والله على فاطمة أن ترى رأس ولدها بين يديك ، وأنك يا يزيد قد فعلت فعلاً إستوجبت به اللعن من الله ورسوله ، والله ما أنا لك بزوجة ولا أنت ببعل. فقال لها : ما أنت وفاطمة؟ فقالت : بأبيها وبعلها وبنيها هدانا الله تعالى ، وألبسنا هذا القميص ، ويلك يا يزيد ، بأي وجه تلق الله ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟! فقال لها : يا هند ، دعي هذا الكلام فما إخترت قتله ، فخرجت باكية ...» (٤٥٠).
وذكر الشيخ الحائري (ره) في كتابه (معالي السبطين) : «وروي أنّ هند بنت عبد الله ، بن عامر ، بن كريز. لما قتل أبوها ، بقيت عند أمير المؤمنين عليه السلام ، ولما قبض أمير المؤمنين ؛ بقيت في دار الحسن ، فسمع بها معاوية (لع) ، فأخذها من الحسن فزوجها من ولده يزيد ، وفي خبر كانت تحت الحسين فطلقها وتزوجها يزيد ، فبقيت عند يزيد إلى أن قتل الحسين عليه السلام ، ولم يكن لها علم
__________________
(٤٤٩) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار ، ج ٤٥ / ١٤٣.
(٤٥٠) ـ الدربندي ، الشيخ آغا بن عابد الشيرواني : أسرار الشهادات ، ج ٣ / ٦٥٩ ـ ٦٦٠.