وأنا أبكي داخل القبر : إنظروا ما فعل بنو أميّة لعنهم الله ، لقد قطعوا جسده الشريف تقطيعاً ، وأنا في حالة بكاء زاد حزني وبكائي وحبي للحسين وآل الحسين عليه السلام.
وفي الصباح جاء خالي لزيارتنا ، فإذا هو سالم معافى ، فأخبرته بهذه الرؤيا ، فازدادوا يقيناً وحباً لآل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم» (٤٧٠).
٩ ـ المرأة الزانية التائبة :
ذكر السيد رضي بن نبي القزويني (ره) ، نقلاً عن الشيخ طريح النجفي في كتابه (المقتل) :
«حكى أنّ إمرأة ذات فحش كانت معهودة بالمدينة ، ولها جار وكان مواظباً على مأتم الحسين عليه السلام ، وكان عنده ذات يوم رجال ينشدون ويبكون على الحسين عليه السلام ، فأمر لهم باصطناع طعام ، فدخلت المرأة الفاحشة تريد ناراً ، وإذا بالنار قد إنطفأت من غفلتهم عنها ، فعالجتها تلك الفاحشة بالنفخ ساعة طويلة حتى إتسخت يداها وذرفت عيناها ، فلما إتقدت أخذت منها ومضت لقضاء مآربها ، فلما صار الظهر وكان الوقت صائفاً فرقدت ، وكان لها عادة بالقيلولة ساعة ، وإذا هي ترى طيفاً كأنّ القيامة قامت ، وإذا بزبانية جهنم يسحبونها بسلاسل من نار ، وهم يقولون : يا زانية غضب الله عليكِ وأمرنا أن نلقيكِ في قعر جهنم ، وهي تستغيث فلا تغاث ، وتستجير فلا تجار ، قالت : والله لقد صرت على شفير جهنم ، وإذا برجل أقبل يصيح بهم خَلّوها. قالوا : يا ابن رسول الله ، وما سببه؟ قال : نعم إنّها دخلت على قوم يعملون عزائي ، وقد أوقدت لهم ناراً يعملون بها طعاماً. فقالوا : كرامة لك يا ابن الشافع
__________________
(٤٧٠) ـ معاش ، الشيخ كمال : الحسين ريحانة النبي (ص) / ١٢٣ ـ ١٢٦.