بعد الإنتهاء من البحث ، يأتي دور الإجابة على التساؤلات المذكورة في بدايته ، وهي كالتالي :
السؤال الأول : نقرأ ونسمع الكثير من القصص الدينية ، التي يدعي علماء الإسلام أنّ لها فوائداً في حياة الإنسان ، فهل هذه الدعوى صحيحة من الناحية العلمية أم لا؟
تمهيد :
والجواب على هذا السؤال يحتاج إلى بيان ما يلي :
ليس كل ما يُسمى بالقصص الدينية صحيح ويُؤخذ به ؛ إذ هناك بعض العلوم يستفاد منها في معرفة الصحيح من غيره ، ومن أهم تلك العلوم عِلمَيّ الرجال والدِرَاية ، وموضوع علم الرجال : هو دراسة وفهم الراوي ، من حيث إتصافه بشرائط قبول خبره وعدمه ، وموضوع علم الدراية : هو معرفة الصحيح من الحديث عن سقيمه ، والمقبول من المردود سنداً كان أو متناً. إذن ، فكل قصة تنسب إلى الدين تحتاج إلى هذه الدراسة التي أشرنا إليها ، سواء كانت في العقائد أو الأحكام أو غير ذلك مما ينسب إلى الدين.
وبعد التسليم بصحة القصص الدينية ، فلا ينبغي عرض كل قصة على البحث العلمي الحديث ؛ إذ الدين ليس مادياً بحثاً ، حتى نلجئ في كل شيء فيه إلى البحث والتجربة العلمية المعاصرة ، بل يرجع إلى أمر السماء والوحي الإلهي ، وهذا أمر غيبي ؛ وهو المعبّر عنه ، بما وراء الطبيعة. أو كما يقول وحيد الدين خان : «بأنّ الدين ليس (مادياً) ، بل فوق المادة ، وبناء على ذلك ليس للعلوم المادية أن تعترض طريق الدين» (٤٧٦). ومن هناك يأتي دور الإعتقاد
__________________
(٤٧٦) ـ خان ، وحيد الدين : الإسلام يتحدى / ٢٣.