أسفوا ، لأنّهم لم يكونوا على عهده ليشركوا في دمه ، فشاركوا في قتل مبدئه وشعائر نهضته. نعم إنّها الجرأة التي حملت الشيخ العلايلي على الخوض في هذا الموضوع ، لكشف المغالطات التاريخية التي سيطرت على قضية الحسين عليه السلام ، تعاطى مع هذه النهضة في كتبه الثلاثة التي أدرجها تحت عنوان الإمام الحسين عليه السلام : (ـ تاريخ الإمام الحسين ـ نقد وتحليل ، وأيام الحسين ، وسمو المعنى في سمو الذات ، أو أشعة من حياة الحسين). بحيث شغل فكره في سيرة الحسين عليه السلام وأخباره ، ويمكن التركيز على نقاط مهمة في حياة وسيرة الحسين عليه السلام نذكر منها التالي :
الأولى ـ طفولة الحسين (عليه السلام) :
قال الشيخ العلايلي (ره) : «جاء في أخبار الحسين أنّه كان صورة إحتبكت ظلالها من أشكال جده العظيم ، فأفاض النبي عليه شُعَاعة غامرة من حبه وأشياء نفسه لِيَتمَّ له أيضا من وراء الصورة معناها ، فتكون حقيقته ، من بعدُ كما كانت من قبلُ ، إنسانية إرتقت إلى نبوّة (أنا منْ حُسَيْن).
ونبوّة هبطت إل ىإنسانية (حُسَيْنٌ مني) فسلام عليه يوم ولد ..
والحسين الطفل حَلّ في بيئة النبوة التي هي الإنسانية العليا في المظهر البشري ، فكان بذلك أسمى رجل ؛ لأنّه أسمى طفل في أسمى بيئة. فسلام عليه يوم ولد ...» (٤٨٩).
وقال أيضاً : «إرتحل الحسين عليه السلام ظهر جده العظيم وهو ساجد في الصلاة ، وجاء في الحديث إنّ أقرب ما يكون المرء من ربه وهو ساجد.
__________________
(٤٨٩) ـ العلايلي ، الشيخ عبد الله : الإمام الحسين / ٢٩٠ ـ ٢٩١.