وما أقره الأدباء المعاصرون ، وقد أشرت إلى مراجع في الهوامش ؛ ليكون الكلام على بينة ، ولا ريب أنّ الأمويين شادوا في الشرق والغرب حضارة لها مكانتها الشامخة في عين من ينظر إلى الدنيا ولكنني قمت بالمقاييس الروحية ، وإنّ قصور العالم جميعاً لا تعادل في كفة الفضيلة جناح بعوضة.
فإنّ سقراط الفيلسوف الخيّر الذي كان يمشي حافياً في أسواق أثينا لأجلّ قدراً في ميزان القيم الروحية من الإسكندر على عرشه ، ومن كسرى انوشروان في ايوانه» (٤٩٥).
٢ ـ ورُبّ معترض قال : «ما بال هذا المسيحي يتصدى لملحمة إسلامية بحتة؟
أجلّ إنني مسيحي ولكن التاريخ مشاع للعالمين. أجلّ إني مسيحي ينظر من أفق رحب لا من كوة ضيقة ، فيرى في غاندي الوثني قديساً ، مسيحي يرى (الخلق كلهم عيال الله) ، ويرى أن (لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى) ..» (٤٩٦) ..
٣ ـ «بقي لك بعد هذا أن تحسبني شيعياً ، فإذا كان التشيع تنقصاً لأشخاص ، أو بغضاً لفئات ، أو تهوراً في المزالق الخطرة فلست كذلك ، أما إذا كان التشيع حباً لعلي وأهل البيت الطيبين الأكرمين ، وثورة على الظلم وتوجعاً لما حَلّ بالحسين وما نزل بأولاده من النكبات في مطاوي التاريخ ، فإنني شيعي» (٤٩٧) ..
__________________
(٤٩٥) ـ المصدر السابق / ٩ ـ ١٠.
(٤٩٦) ـ نفس المصدر.
(٤٩٧) ـ نفس المصدر / ١٢.