هذه بعض النماذج من الأقلام الحرّة من غير الشيعة ـ سواء كانوا مسلمين أو غيرهم ـ ، وهذا دليل واضح على مظلومية سيد الشهداء عليه السلام الذي جذب إليه القلوب ؛ فهذا المسلم ، والمسيحي ، والمجوسي ، والبوذي ، يقف بخضوع إعظاماً للحسين عليه السلام ونهضته المباركة ، ولم نرَ شخصية لقيت هذا الإهتمام والعناية من جميع الفئات الفكرية المختلفة جيلاً بعد جيل ، كالحسين عليه السلام. ومن الشواهد على ذلك ما قاله الكاتب الفرنسي (الدكتور جوزف) : «ومن جملة الأمور التي صارت سبباً في ترقي هذه الفرقة وشهرتها في كل مكان ، هو غزادة أنفسهم بالرأي الحسن ؛ بمعنى أنّ هذه الطائفة بواسطة مجلس المآتم واللطم والدوران وحمل الأعلام في مأتم الحسين ، جلبت إليها قلوب باقي الفرق ، بالجاه والإعتبار ، والقوة والشوكة». ويختم الكاتب كلامه بقوله : «لهذا نرى أنّه في كل مكان ولو كانت جماعة من الشيعة قليلة ، يظهر عددها في الأنظار بقدر ما هي عليه مرتين ، وشوكتها وقدرتها بقدر ما هي عليه عشرات المرات ، وأكثر أسباب معروفية هؤلاء القوم وترقيهم هي هذه النكبة. ومصنفوا أوربا الذين كتبوا تفصيل مقاتلة الحسين وأصحابه وقتلهم ، مع أنّه ليس لهم عقيدة بهم قط ، أذعنوا بظلم قاتليهم وتعدّيهم ، وعدم رحمتهم ، ويذكرون أسماء قاتليهم بالإشمئزاز ، وهذه الأمور طبيعية لا يقف أمامها شيء ، وهذه النكبة من المؤيدات الطبيعية لفرقة الشيعة» (٤٩٨).
السؤال الثالث : يتساءل بعض شبابنا قائلاً : نسمع ونقرأ قصصاً مفادها ، أنّ السماء إحمرّت وأمطرت دماً عبيطاً ، وأنّ التربة التي أودعت عند أم سلمة (رض) تحوّلت إلى دم عبيط ، وأنّ بعض الأشجار
__________________
(٤٩٨) ـ الشهرستاني ، السيد صالح : تاريخ النياحة ، ج ٢ / ٣٥ ـ ٣٦.