يُدس إليّ فأقتل به ، ولكن لا يوم كيومك يا أبا عبد الله ، يزدلف إليك ثلاثون الف رجل ، يَدّعون أنهم من أمّة جدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وينتحلون دين الإسلام ، فيجتمعون على قتلك وسفك دمك ، وإنتهاك حرمتك ، وسبي ذراريك ونسائك ، وإنتهاب ثقلك ، فعندها تحلّ ببني أميّة اللعنة ، وتمطر السماء رماداً ودماً ، ويبكي عليك كل شيء حتى الوحوش في الفلوات ، والحيتان في البحار) (٥١٣).
٢ ـ في حديث ابن عباس مع أمير المؤمنين عليه السلام حينما خرج إلى صفين ، ونزل نينوى بشط الفرات ، ذكر حديث مرور عيسى بن مريم عليها السلام مع الحواريين بهذه البقعة الطاهرة ، ورأى الظباء مجتمعة فبكى وأخبر الحواريين عن سبب بكائه ، قائلاً : (فهذه الظباء تكلمني وتقول : إنّها ترعى في هذه الأرض شوقاً إلى تربة الفرخ المبارك ، وزعمت أنّها آمنة في هذه الأرض ، ثم ضرب بيده إلى هذه الصيران فشمها وقال : هذه بعر الظباء على هذا الطيب لمكان حشيشها ، اللهم فابقها أبداً حتى يشمها أبوه ، فيكون له عزاء وسلوة) قال : فبقيت إلى يوم الناس هذا وقد إصفرّت لطول زمنها ، وهذه أرض كرب وبلاء ، ثم قال بأعلى صوته : يا رب عيسى بن مريم لا تبارك في قتلته والمعين عليه والخاذل له ، ثم بكى بكاءً طويل وبكينا معه حتى سقط لوجهه وغشى عليه طويلاً ، ثم أفاق فأخذ البعر فصَرّه في ردائه ، وأمرني أن أصرّها كذلك.
ثم قال : يا ابن عباس ، إذا رأيتها تنفجر دماً عبيطاً ، ويسيل منها دم عبيط ، فاعلم إنّ أبا عبد الله قد قتل بها ودفن. قال ابن عباس : فوالله لقد كنت
__________________
(٥١٣) ـ الصدوق ، الشيخ محمد بن علي بابويه القمي : أمالي الصدوق / ١٠١ (مجلس ٢٤ ـ حديث ٣).