آخرين يمكن أن يحصل منهم ذلك الحدث ، أو يتمثل فيهم ذلك النموذج الذي تحكيه القصة ، أو تتحقق فيهم مثل تلك المواقف التي تتحدث عنها القصة ، أنّ المقصود هنا هو نوع الحدث ، ونوع الموقف بغض النظر عن كون حصل لفلان بعينه من الناس ، ولذلك تجد شخصيات هذا النوع لا تذكر معينة بأسمائها ، وإنما تذكر بشكل عام غير مدد ، ومن هذا القبيل قصة أصحاب الأخدود التي أشار إليها القرآن الكريم في قوله تعالى : (قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ) [البروج / ٤ ـ ٥]. ومن الروايات التي أشارت إلى قصتهم ، ما روي عن أبي جعفر عليه السلام قال : (بعث الله نبياً حبشياً إلى قومه فقاتلهم ، فقتل أصحابه واسروا ، وخَدُّوا لهم اُخْدُودَاً من نار ، ثم نادوا : من كان من أهل ملتنا فليعتزل ، ومن كان على دين هذا النبي ؛ فليقتحم النار ، فجعلوا يقتحمون النار ، وأقبلت امرأة معها صبي لها فهابت النار ، فقال لها صبيها : إقتحمي ، قال : فاقتحمت النار وهم أصحاب الأخدود) (٣٨). وأيضاً ورد في حديث حَمّاد البصري ، عن أبي عبد الله عليه السلام ثم قال : (بلغني أنّ قوماً يأتونه من نواحي الكوفة ، وناساً من غيرهم ، ونساء يندبنه ، وذلك في النصف من شعبان ، فمن بين قارئ يقرأ ، وقاص يقصّ ، ونادب يندب ، وقائل يقول المرائي. فقلت له : نعم جعلت فداك قد شهدت بعض ما تصف. فقال : الحمد لله الذي جعل في الناس من يفد إلينا ، ويمدحنا ويرثي لنا ، وجعل عدونا يطعن عليهم من قرابتنا وغيرهم يَهْدِرُونهم ، ويُقَبِّحُون ما يصنعون) (٣٩).
__________________
(٣٨) ـ البحراني ، السيد هاشم الموسوي : البرهان في تفسير القرآن ، ج ٨ / ٢٥٣.
(٣٩) ـ ابن قولويه ، الشيخ جعفر بن محمد : كامل الزيارات / ٥٣٩ ، (الباب ١٠٨ نوادر الزيارات ـ حديث ١).