قليلاً ولا كثيراً ، وإنقطع ثمرها ، ولم نزل ومن حولنا نأخذ من ورقها ونداوي مرضانا بها ، ونستشفي به من أسقامنا.
فأقامت على ذلك برهة طويلة ، ثم أصبحنا ذات يوم فإذا بها قد إنبعثت من ساقها دماً عبيطاً جارياً. وورقها ذابة تقطر دماً كماء اللحم ، فقلنا : إنّه قد حدث عظيمة ، فبتنا ليلتنا فزعين مهمومين نتوقع الداهية ، فلما أظلم الليل علينا ؛ سمعنا بكاءً وعويلاً من تحتها ، وجلبة شديدة ورَجّة ، وسمعنا صوت باكية تقول :
أيا ابن النبي ويا ابن الوصي |
|
ويا بقية ساداتنا الأكرمينا |
ثم كثرت الونات والأصوات ، فلم نفهم كثيراً مما كانوا يقولون ، فأتانا بعد ذلك قتل الحسين عليه السلام ويبست الشجرة وجَفّت ، فسرتها الرايح والأمطار بعد ذلك ، فذهبت وإندرس أثرها» (٥٢٢).
٤ ـ قبس من كرامات الإمام الحسين (عليه السلام) ـ للدكتور الشيخ عبد الرسول الغفار (معاصر) :
١ ـ «يقول الأستاذ الحاج عبد الغني البستاني ـ مدير القسم العربي في إذاعة قم حالياً ـ لما مرضت العائلة وكانت أيام محرّم الحرام من عام ١٤٠٩ هـ ، إشتريت كميّة من البطيخ من بائع الجملة (ميدان بار) وكانت الكميّة أكثر من خمسة عشر بطيخة ، ربّما يصل مجموع وزنها أكثر من خمس وعشرين كيلو غراماً. وزمان الشراء على وجه التقريب كان اليوم الثامن من المحرّم ، أمّا الكميّة ؛ فكانت أكثر من حاجة اليوم ؛ وذلك لئلا يخلو البيت من هذه
__________________
(٥٢٢) ـ البحراني ، الشيخ عبد الله بن نور الله : عوالم العلوم ، ج ١٧ / ٤٩٦ ـ ٤٩٧.