السبب فقال : كنت أحد الأربعين الذين حملوا رأس الحسين إلى يزيد على طريق الشام ، فنزلنا أول مرحلة رحلنا من كربلاء على دير للنصارى والرأس مركوز على الرمح ، فوضعنا الطعام ونحن نأكل إذا بكف على حائط الدير يكتب عليه بقلم حديد سطراً بدم :
أترجوا أمّة قتلت حسيناً |
|
شفاعة جدّه يوم الحساب |
فجزعنا جزعاً شديداً ، وأهوى بعضنا إلى الكف ليأخذه ؛ فغاب ، فعاد أصحابي) (٥٣٨).
١٠ ـ معالي السبطين ـ للشيخ محمد مهدي الحائري ، ت (١٣٨٤ هـ) :
وقال في حبيب السير : «إنّ اللعين ابن زياد حمل الرأس على يديه وجعل ينظر إليه ، فارتعدت يداه فوضع الرأس على فخذه فقطرت قطرة من الدم من نحره الشريف على ثوبه فخرقه ، حتى إذا وصل إلى فخذه فجرحه وصار جرحاً منكراً فكلما عالجه لم يتعالج حتى إزداد نتناً وعفونة ، ولم يزل يحمل معه المسك لإخفاء تلك العفونة حتى هلك» (٥٣٩).
١١ ـ مناقب آل ابي طالب ـ للشيخ محمد بن علي بن شهر آشوب ، ت (٥٨٨ هـ) :
ابو مخنف في رواية : «لما دخل بالرأس على يزيد ، كان للرأس طيب قد فاح على كل طيب ، ولما نحر الجمل الذي عليه رأس الحسين ، كان لحمه أمرّ من الصبر ، ولما قتل الحسين ؛ صار الوَرْس دماً ، وانكسفت الشمس إلى ثلاث
__________________
(٥٣٨) ـ ابن نما ، الشيخ محمد بن جعفر : مثير الأحزان ، ج ١ / ٩٦.
(٥٣٩) ـ الحائري ، الشيخ محمد مهدي : معالي السبطين ، ج ٣ / ١٠٩.