أسبات (٥٤٠) ، وما في الأرض حجر إلا وتحته دم ، وناحت عليه الجن كل يوم فوق قبر النبي إلى سنة كاملة» (٥٤١).
١٢ ـ نفس المهموم ـ للشيخ عباس القمي ، ت (١٣٥٩ هـ)
في روضة الشهداء ، ما مُلخصه : «أنّ القوم لما أرادوا أن يدخلوا الموصل ، أرسلوا إلى عامله أن يهيئ لهم الزاد والعلوقة ، وأن يزين لهم البلدة ، فإتفق أهل الموصل أن يهيئوا لهم ما أرادوا ، وأن يستدعوا منهم أن لا يدخلوا البلدة ، بل ينزلوا خارجها ويسيرون من غير أن يدخلوا فيها ، فنزلوا ظاهر البلد على فرسخ منها ، ووضعوا الرأس الشريف على صخرة ، فقطرت عليها قطرة دم من الرأس المكرم ، فصارت تنبع ويغلي منها الدم كل سنة في يوم عاشوراء ، وكانوا يجتمعون عندها من الأطراف ويقيمون مراسم العزاء والمآتم في كل عاشوراء ، وبقي هذا إلى أيام عبد الملك بن مروان ، فأمر بنقل الحجر فلم يُرَ بعد ذلك منه أثر ، ولكن بنوا على ذلك المقام قبة سموها مشهد النقطة» (٥٤٢).
نتيجة البحث :
وبعد عرض هذه الروايات والنصوص الكثيرة ، الواردة في المصادر الإسلامية ، لا ينبغي التشكيك في هذه القصص المذكورة ، فإنّ رؤيا الدم بين الحين والآخر ، دليل على مظلومية الحسين عليه السلام ، بل رسالة إنذار عن الإبتعاد عن نهج الحسين ونهضته المباركة ، التي كانت السبب في إرواء شجرة الإسلام بدماء الحسين عليه السلام وأهل بيته وصحبه الكرام ، ولذا نلاحظ شيعة الحسين عليه السلام يزدادون تعلقاً بإمامهم الحسين عليه السلام كلما رأوا معجزة وكرامة له. بل نلاحظ
__________________
(٥٤٠) ـ أي ثلاثة أسابيع.
(٥٤١) ـ ابن شهر آشوب ، الشيخ محمد بن علي : مناقب آل ابي طالب ، ج ٤ / ٦١.
(٥٤٢) ـ القمي ، الشيخ عباس : نفس المهموم / ٣٨٨ ـ ٣٨٩.