رسول الله ، وبنوته لرجل كان أشدّ الناس زهداً وإستصغاراً لدنياه ، وكذلك ظهرت بلاد العرب وقلبها يخفق بإسم الحسين» (٥٤٩).
٣ ـ أبو العَلا المَعرِّي (٥٥٠)
وتظهر فلسفة المَعرِّي في دم علي والحسين عليهما السلام في قوله :
وعلا الأفق من دماء الشهيدين |
|
علي ونجله شاهدانِ |
فهما في أواخر الليل فجران |
|
وفي أولياته شفقان |
ثبتاً في قميصه ليجيئ الحشر |
|
مستعدياً إلى الرحمان (٥٥١) |
إنّ الحمرة التي في الفجر وهي بداية اليوم ، هي علامة الشفق على نهاية اليوم مستمرة إلى الحشر ، علامة ثابتة على قميص الحسين عليه السلام ، حينما تأتي به أمّة شاكية إلى الجبّار عَزّ وجَلّ مظلومية ولدها. كما هو مذكور في الروايات. ذكر سبط بن الجوزي : «قال سليمان بن يسار : وجد حجر عليه مكتوب بالنظم ، وهو هذا :
__________________
(٥٤٩) ـ المصدر السابق / ١٤٢.
(٥٥٠) ـ أبو العلا ، أحمد بن عبد الله ، بن سليمان المعري ، الشاعر الفيلسوف ، ولد بمعرة النعمان سنة (٣٦٣ هـ) ، وجُذِرَ في الثالثة من عمره فكف بصره ، وتعلم على أبهي وغيره من أئمة زمانه ، وكان يحفظ كل ما يسمعه من مرّة واحدة. وقال الشعر وعمره إحدى عشرة سنة ، ودخل بغداد وأقبل عليه السيد المرتضى ، المتوفي سنة (٤٣٦ هـ) إقبالاً عظيماً ثم جفاه ، ولما رجع إلى المعرّة أقام ولم يبرح منزله وسمى نفسه رهين المحبسين ـ محبس العمى ، ومحبس المنزل ـ وبقي فيه مكباً على التدريس والتأليف ونظم الشغر وما يخرج منه مدّة (٤٥ سنة) ، وعاش عزباً ، وعمّر إلى أن مات سنة (٤٤٩) بالمعرة ، وأوصى أن يكتب على قبره :
هذا جُناهُ ابي عليّ
وما جنيت على أحد
(٥٥١) ـ شُبّر ، جواد : أدب الطف ، ج ٢ / ٢٩٨.