بدمه ، وما هو إلا كذاب مفتر ، وأما نحن فنستقذر دمه) ؛ فدعا عليهم بقوله (أما إنّ الله يعذبهم بالدم ويميتهم به).
ب ـ قداسة دم الحسين (عليه السلام) :
إنّ الدم أغلى وأثمن شيء في جسد الإنسان ، إذا فقد فقدت معه الروح ، فعلى هذا من يبدي إستعداده لبذل دمه في سبيل الدين والعقيدة ، فدمه مقدس. ولذا أعلن سيد الشهداء هذا المبدأ منذ بداية مسيره إلى كربلاء ، فقال : (من كان باذلاً فينا مهجته ، موطناً على لقاء الله نفسه ، فليرحل معنا) (٥٦٦).
وإطلاق القداسة على دم الشهداء ، باعتبار تعاملهم مع الله عَزّ وجَلّ ؛ ولذا كافأهم بالمغفرة والرحمة مع أول قطرة تراق من دمهم ، ففي حديث الإمام الصادق عليه السلام : (مَن قتل في سبيل الله لم يُعرِّفه الله شيئاً من سيئاته) (٥٦٧).
وفي الحديث النبوي الشريف : (الشهادة تكفر كل شيء إلا الدين) (٥٦٨).
وفي حديث الإمام الباقر عليه السلام : (كل ذنب يكفره القتل في سبيل الله إلا الدين ، فإنّه لا كفارة له إلا أداؤه ، أو يقضي صاحبه ، أو يعفوا الذي له الحق) (٥٦٩).
أي أنّ الحق ينقسم إلى قسمين : حق الله عَزّ وجَلّ ، وحق الناس. فحق الله تشمله المغفرة الإلهية. وأما حق الناس ، كالدين ، فيحتاج إلى عفو صاحب الحق أو أدائه ، حتى تتحقق المغفرة.
__________________
(٥٦٦) ـ المقرم ، السيد عبد الرزاق : مقتل الحسين / ١٩٤.
(٥٦٧) ـ الحر العاملي ، الشيخ محمد بن الحسن : وسائل الشيعة ، ج ١٥ / ١٦ (باب ١ ـ من ابواب جهاد العدو ـ حديث ١٩).
(٥٦٨) ـ الرّيشهري ، محمد : ميزان الحكمة ، ج ٥ / ٢٠٠٨.
(٥٦٩) ـ نفس المصدر.