الأمثلة السابقة هي : النفي والاستثناء ، وإنما ، والعطف بلا ، أو لكن ، أو بل ، أو تقديم ما حقه التأخير. وعلماء المعاني يطلقون على التخصيص المستفاد من هذه الوسائل اسم «القصر» ، كما يطلقون على الوسائل ذاتها اسم «طرق القصر».
* * *
وإذا رجعنا إلى الأمثلة السابقة مرة ثالثة وبحثنا فيها مثالا مثالا ، وجدنا في المثال الأول أن علم الغيب مقصور ، ولفظ الجلالة مقصور عليه ، وهما «طرفا القصر». ولما كان علم الغيب صفة من الصفات ، ولفظ الجلالة «الله» هو الموصوف ، كان القصر في هذا المثال قصر «صفة على موصوف» ، بمعنى أن الصفة لا تتعدى الموصوف إلى موصوف آخر.
وفي المثال الثاني قصر العرب على الوفاء ، فالعرب مقصورون والوفاء مقصور عليهم وهما «طرفا القصر» ولما كان العرب موصوفين والوفاء صفة لهم ، كان القصر في هذا المثال قصر «موصوف على صفة» ، بمعنى أن الموصوف لا يفارق صفة الوفاء إلى أي صفة أخرى.
وفي المثال الثالث قصرت صداقة الجاهل على التعب ، فصداقة الجاهل مقصورة والتعب مقصور عليها ، وهما «طرفا القصر». ولما كانت صداقة الجاهل موصوفة والتعب صفة لها ، كان القصر في هذا المثال قصر «موصوف على صفة» أيضا ، بمعنى أن الموصوف لا يتعدى صفة التعب إلى صفة أخرى كالراحة مثلا.
وفي المثال الرابع قصرت الإجادة على الشعر ، فالإجادة مقصورة والشعر مقصور عليه ، وهما «طرفا القصر» ، ولما كانت الإجادة صفة من الصفات ، والشعر هو الموصوف ، كان القصر في هذا المثال قصر «صفة على موصوف» ، بمعنى أن الصفة لا تتعدى الموصوف إلى موصوف آخر ، وإن كان هو يتعداها إلى صفات أخرى.
وفي المثال الخامس قصر وضع الإحسان في غير موضعه على الظلم ،