رأيت الخمر صالحة وفيها |
|
مناقب تهلك الرجل الحليما |
فلا والله أشربها حياتي |
|
ولا أسقي بها أبدا نديما |
يريد : لا أشربها ، فحذف «لا» من الكلام وهي مفهومة منه.
٢ ـ ما يكون المحذوف مضافا : نحو قوله تعالى : (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها وَالْعِيرَ)(١) الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها وَإِنَّا لَصادِقُونَ ، أي : اسأل أهل القرية وأصحاب العير.
ومن ذلك أيضا قوله تعالى : (فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ ،) أي : من أثر حافر فرس الرسول. وقوله تعالى : (وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ ،) أي : وجاهدوا في سبيل الله ...
٣ ـ ما يكون المحذوف موصوفا : نحو قوله تعالى : (وَآتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً ،) فإنه لم يرد أن الناقة كانت مبصرة ولم تكن عمياء وإنما يريد : آية مبصرة ، فحذف الموصوف وهو «آية» وأقام الصفة مقامه.
وأكثر وقوع حذف الموصوف في النداء وفي المصدر. أما النداء فنحو قوله تعالى : (يا أَيُّهَا السَّاحِرُ) أي : يا أيها الرجل الساحر ، وقوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ... ،) أي : يا أيها القوم الذين آمنوا.
وأما المصدر فكقوله تعالى : (وَمَنْ تابَ وَعَمِلَ صالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللهِ مَتاباً ،) تقديره : ومن تاب وعمل عملا صالحا ...
ومما جاء منه في الشعر قول البحتري من أبيات يصف فيها التصاوير التي في إيوان كسرى ، وذلك أن الفرس كانت تحارب الروم فصوروا مدينة أنطاكية في الإيوان وحرب الروم والفرس عليها ، فمما ذكره البحتري في ذلك قوله :
وإذا ما رأيت صورة أنطا |
|
كية ارتعت بين روم وفرس |
__________________
(١) العير : اسم للإبل التي تحمل المتاع ، وأريد بها هنا أصحابها.