ج ـ طول الفصل : كما في قوله تعالى : (لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما) أوتوا (وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ) فكرر «لا تحسبنهم» لطول الفصل بين الأول ومتلعقه وهو (بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ) وخشية أن يكون الذهن قد غفل عما ذكر أولا.
وقول الشاعر :
لقد علم الحي اليمانون أنني |
|
إذا قلت أما بعد أني خطيبها |
وقول الحماسي :
وإن امرأ دامت مواثيق عهده |
|
على مثل هذا إنه لكريم |
ففي البيت الأول كررت «أني» لطول الفصل بين اسم «أنني» الأولى وخبرها. وفي البيت الثاني كررت «إنه» لذات السبب ، أي لطول الفصل بين اسم «إن» الأولى وخبرها.
والإطناب بالتأكيد كما يظهر أيضا في الخطابة وفي مواطن الفخر والمدح والإرشاد والتلذذ ، والاستيعاب.
* * *
٥ ـ الإيغال : وهو ختم البيت بكلمة أو عبارة يتم المعنى بدونها ولكنها تعطيه قافيته وتضيف إلى معناه التام معنى زائدا.
ومن أمثلة ذلك قول الخنساء في أخيها صخر :
وإن صخرا لتأتم الهداة به |
|
كأنه علم في رأسه نار |
فإن معنى البيت يتم عند قولها : «كأنه علم» ولكن الخنساء لم تكتف في تشبيه أخيها الذي يأتم الهداة به بالعلم وهو الجبل المرتفع المعروف بالهداية ، ولكنها أوغلت بذكر «في رأسه نار» فأعطت البيت بذلك قافيته ، ثم أضافت بهذه الزيادة على معنى البيت التام معنى جديدا ، وهو أن أخاها لا يشبه الجبل المرتفع فقط ولكنه يشبه الجبل الذي فوق قمته نار.
ومن الإطناب بالإيغال قول مروان بن أبي حفصة :