وبالتأمل في هذه الأمثلة نجد المتكلم أو السائل في كل مثال منها يعرف النسبة التي تضمنها الكلام ، ولكنه يتردد في شيئين ويطلب تعيين أحدهما.
فهو في المثال الأول يعرف أن الفوز بالجائزة قد وقع فعلا وأنه منسوب إلى واحد من اثنين : خالد وأسامة ، ولذلك فهو لا يطلب معرفة النسبة لأنها معروفة ، وإنما يطلب معرفة مفرد ، وينتظر من المسؤول أن يعين له ذلك المفرد ويدله عليه ، ومن أجل ذلك يكون جوابه بالتعيين ، فيقال له : خالد مثلا.
وفي المثال الثاني يعلم السائل أن واحدا من شيئين : الكتابة أو الشعر قد نسب إلى المخاطب فعلا ، ولكنه متردد بينهما ، فلا يدري أهو الكتابة أم الشعر ، فهو إذن لا يطلب معرفة النسبة لأنها معروفة له ، ولكنه يسأل عن مفرد ويطلب تعيينه ، ولهذا يجاب بالتعيين ، فيقال له في الجواب : شاعر مثلا.
وفي المثال الثالث يعلم المستفهم أن حضور المخاطب إلى الجامعة قد وقع فعلا ، ولكنه متردد في الحالة التي كان عليها المخاطب عند حضوره إلى الجامعة ، فلا يدري أهي حالة تبكير أم تأخير. فهو إذن لا يطلب معرفة النسبة لأنها معروفة له ، وإنما يستفهم عن مفرد ويطلب تعيينه ، ولهذا يجاب بتعيين إحدى الحالين ، فيقال له في الجواب : مبكرا مثلا ، وهكذا يقال في بقية الأمثلة.
من ذلك نرى أن همزة الاستفهام يطلب بها معرفة مفرد ، وتسمى معرفة المفرد تصورا. إذن فالهمزة من استعمالاتها أنه يطلب بها التصور ، وهو إدراك المفرد.
ويلاحظ من الأمثلة أيضا أن الهمزة التي للتصور تكون متلوة بالمسؤول عنه دائما ويذكر له في الغالب معادل بعد «أم».