ومحبة الملامة فيه (ان الملامة فيه من اعدائه) وما يصدر عن عدو المحبوب يكون مبغوضا لا محبوبا وهذا نقيض معنى بيت ابى الشيص لكن كل منهما باعتبار آخر ولهذا قالوا الاحسن فى هذا النوع ان يبين السبب.
(ومنه) اى من غير الظاهر (ان يؤخذ بعض المعنى ويضاف اليه ما يحسّنه كقول الافوه فترى الطير على آثارنا ، راى عين) يعنى عيانا (ثقة) حال اى واثقة او مفعول له مما يتضمنه قوله على آثارنا اى كائنة على آثارنا لوثوقها (ان ستمار) اى ستطعم من لحوم من نقتلهم (وقول ابى تمام وقد ظلّلت) اى القى عليها الظل وصارت ذوات ظل (عقبان اعلامه ضحى ، بعقبان طير فى الدماء نواهل) من نهل اذا روى نقيض عطش (اقامت) اى عقبان الطير (مع الرايات) اى لاعلام وثوقا بانها ستطعم لحوم القتلى (حتى كلها من الجيش الا انها لم تقاتل ، (فان ابا تمام لم يلم بشىء من معنى قول الافوه راى عين) الدال على قرب الطير من الجيش بحيث ترى عيانا لا تخيّلا.
وهذا مما يؤكد شجاعتهم وقتلهم الاعادى (ولا) بشىء من معنى (قوله ثقة ان ستمار) الدال على وثوق الطير بالمبرة لاعتيادها بذلك وهذا ايضا مما يؤكد المقصود قيل ان قول ابى تمام وقد ظلّلت المام بمعنى قوله راى عين لان وقوع الظل على الرايات مشعر بقربها من الجيش.
وفيه نظر اذ قد يقع ظل الطير على الراية وهو فى جو السماء بحيث لا يرى اصلا.
نعم لو قيل ان قوله حتى كانها من الجيش المام بمعنى قوله راى عين فانما تكون من الجيش اذا كانت قريبا منهم مختلطا بهم لم يبعد عن الصواب (لكن زاد) ابو تمام (عليه) اى على الافوه زيادات محسنة للمعنى المأخوذ من الافوه اعنى تساير الطير على آثارهم (بقوله الا انها لم تقاتل وبقوله فى الدماء نواهل وباقامتها مع الرايات حتى كانها من الجيش وبها) اى وباقامتها مع الرايات حتى كانها من الجيش (تيم حسن الاول) يعنى قوله الا انها لم تقاتل لانه لا يحسن الاستدراك الذى