المفعول به اذا كان مبنيا للمفعول به (حقيقة كما مر) من الامثلة.
(و) اسناده (الى غيرهما) اى : غير الفاعل او المفعول به ، يعنى غير الفاعل في المبنى للفاعل ، وغير المفعول به في المبنى للمفعول به (للملابسة) : يعنى لاجل ان ذلك الغير يشابه ما هو له في ملابسة الفعل (مجاز كقولهم عيشة راضية) فيما بنى للفاعل واسند الى المفعول به اذ العيشة مرضية.
(وسيل مفعم) في عكسه اعنى فيما بنى للمفعول ، واسند الى الفاعل ، لان السيل هو الذى يفعم اى يملاء من افعمت الاناء اى ملئته (وشعر شاعر) في المصدر والاولى بالتمثيل بنحو جد جده لان الشعر ههنا بمعنى المفعول (ونهاره صائم) في الزمان (ونهر جار) في المكان لان الشخص صائم في النهار ، والماء جار في النهر (وبنى الامير المدينة) في السبب وينبغى ان يعلم ان المجاز العقلي يجرى في النسبة الغير الاسنادية ايضا من الايقاعية نحو : اعجبنى انبات الربيع البقل ، وجرى الانهار ، قال الله تعالى : (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما) و (مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) ونومت الليل واجريت النهر. قال الله تعالى : (وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ) ، والتعريف المذكور انما هو للاسنادى.
اللهم الا ان يراد بالاسناد مطلق النسبة.
وههنا مباحث نفيسة وشحنا بها في الشرح.
(وقولنا) في التعريف (بتأول يخرج نحو ما مر من قول الجاهل) انبت الربيع البقل رائيا ، الانبات من الربيع فان هذا الاسناد وان كان الى غير ما هو له في الواقع لكن لا تأول فيه لانه مراده ومعتقده ، وكذا شفى الطيب المريض ونحو ذلك فقوله بتأويل يخرج ذلك كما يخرج الاقوال الكاذبة ، وهذا تعريض بالسكاكي ، حيث جعل التأول لاخراج الاقوال الكاذبة فقط وللتنبيه.
على هذا تعرض المصنف في المتن لبيان فائدة هذا القيد مع انه ليس ذلك من دأبه فى هذا الكتاب واقتصر على بيان اخراجه لنحو قول الجاهل مع انه يخرج الأقوال الكاذبة ايضا.
(ولهذا) اى : ولان مثل قول الجاهل خارج عن المجاز لاشتراط التأول فيه.