الغرض منه نفس التقرير والتحقيق (نحو جاءنى اخوك زيد) في بدل الكل ويحصل التقرير بالتكرير (وجاءنى القوم اكثرهم) في بدل البعض (وسلب زيد ثوبه) في بدل الاشتمال.
وبيان التقرير فيهما ان المتبوع يشتمل على التابع اجمالا حتى كأنه مذكور.
اما فى البعض فظاهر.
واما في الاشتمال فلان معناه ان يشمل المبدل منه على البدل لا كاشتمال الظرف على المظروف بل من حيث كونه مشعرا به اجمالا ومتقاضيا له بوجه ما بحيث تبقى النفس عند ذكر المبدل منه متشوقة الى ذكره منتظرة له.
وبالجملة يجب ان يكون المتبوع فيه بحيث يطلق ويراد به التابع نحو اعجبنى زيد اذا اعجبك علمه بخلاف ضربت زيدا اذا ضربت حماره ، ولهذا صرحوا بان نحو جاءنى زيد اخوه بدل غلط لا بدل اشتمال كما زعم بعض النحاة ثم بدل البعض والاشتمال بل بدل الكل ايضا لا يخلو عن ايضاح وتفسير ولم يتعرض لبدل الغلط لانه لا يقع في فصيح الكلام.
(واما العطف) اى جعل الشىء معطوفا على المسند اليه (فلتفصيل المسند اليه مع اختصار نحو جاءنى زيد وعمرو) فان فيه تفصيلا للفاعل ، بانه زيد وعمرو ، من غير دلالة على تفصيل الفعل ، بان المجيئين كانا معا ، او مترتبين مع مهلة او بلا مهلة.
واحترز بقوله مع اختصار عن نحو جاءنى زيد ، وجاءنى عمرو ، فان فيه تفصيلا للمسند اليه ، مع انه ليس من عطف المسند اليه.
وما يقال من انه احتراز عن نحو جاءنى زيد ، جاءنى عمرو ، من غير عطف ، فليس بشىء ، اذ ليس فيه دلالة على تفصيل المسند اليه ، بل يحتمل ان يكون اضرابا عن الكلام الاول ونص عليه الشيخ في دلائل الاعجاز.
(او) لتفصيل (المسند) بانه قد حصل من احد المذكورين اولا ، ومن الاخر بعده مع مهلة او بلا مهلة (كذلك) اى مع اختصار.