أنا عثمان بن أحمد ، وأحمد بن سندي ، قالا : نا الحسن بن علي ، نا إسماعيل بن عيسى ، أنا إسحاق بن بشر ، قال : فحدّثني مقاتل بن سليمان عن الضحاك قال :
كان اسم سارة يسارة قال فلما قال لها جبريل : يا سارة قالت : سارة إن اسمي يسارة فكيف تسميني سارة.
قال مقاتل عن الضحاك قال : يسارة : العاقر من النساء التي لا تلد ، وسارة : الطالق الرحم التي تلد وتحمل الولد ، فقال لها جبريل : كنت يسارة لا تحملين ، فصرت سارة تحملين الولد ، وترضعينه. قال : فقالت سارة يا جبريل : نقصت اسمي ، قال جبريل : إنّ الله قد وعدك بأن يجعل هذا الحرف في اسم ولد من ولدك في آخر الزمان ، وذلك أن اسمه عند الله حسين فسمّاه يحيى.
وأنبأنا أبو الفضائل ، وأبو تراب ، قالا : أنا أبو بكر ، أنا ابن رزقويه ، أنا ابن أحمد ، وأحمد بن سندي ، قالا : أنا الحسن (١) ، نا إسماعيل ، نا إسحاق بن بشر قال : قال آخرون فخرج يعني إبراهيم حتى جاوز كوثى ربّا (٢) وتزوج سارة بنت قوهن بن ناحور بعد ما أهلك الله الملك ، وأمره [الله بالاجلاء عن بلاده وأمره](٣) أن يلحق بالأرض المقدسة ، وكان يوم تزوج وخرج من بلاد قومه إلى الأرض المقدسة ابن ثمانين سنة ، ثم خرج وتزوج سارة ، وخرج معها هاران أخوه ، ولوط بن هاران وهو ابن أخيه ، فذلك قوله عزوجل : (فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقالَ إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي)(٤) فمضى مع إبراهيم وسارة فتزوجها إبراهيم على أن لا يرثها غيره وكانت سارة من أحسن نساء العالمين.
قال : ونا إسحاق ، عن مقاتل ، عن ابن عباس قال :
قسم الله عزوجل الحسن عشرة أجزاء ، فجعل منه ثلاثة أجزاء في حواء ، وثلاثة أجزاء في سارة ، وثلاثة أجزاء في يوسف وجزءا في سائر الخلق ، فكانت سارة من أحسن نساء أهل الأرض ، وكانت من أشد نسائهم غيرة.
__________________
(١) تحرفت بالأصل و «ز» إلى : «الحسين» وهو الحسن بن علي القطان. قارن مع السند السابق.
(٢) بالأصل : «لو نارنا» كذا ، وفي «ز» : «كوباريا» والمثبت والضبط عن معجم البلدان ، وقال ياقوت : كوثى العراق كوثيان أحدهما كوثى الطريق ، والآخر : كوثى ربّا وبها مشهد إبراهيم الخليل وبها مولده ، وهما من أرض بابل (معجم البلدان ٤ / ٤٨٧).
(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك للإيضاح عن «ز».
(٤) سورة العنكبوت ، الآية : ٢٦.