٩٣٦٠ ـ سفّانة بنت حاتم الطائية (١)
أخت عدي بن حاتم (٢) ، ويقال : عمته. وإن ثبت أن اسمها سفّانة فهي أخته.
حكت عن النبي صلىاللهعليهوسلم.
وقد قدمت الشام في طلب أخيها.
أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم ، أنا أبو الفضل أحمد بن علي ابن الفضل بن طاهر ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا عبد الوهّاب بن جعفر بن علي ، أنا محمّد بن عبد الله بن أحمد بن ربيعة العبدي ، أنا أبي ، أنا محمّد بن يونس بن موسى ، نا إسحاق بن إدريس الأسواري ، نا مسلمة بن علقمة ، نا داود بن أبي هند ، نا عامر الشعبي ، وسماك بن حرب ، عن عدي بن حاتم الطائي قال :
قدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم مهاجرا إلى المدينة فلما رأيت ذلك من أمره في علوه وأنه بعث (٣) سرايا فتغير فلا يقوم لها شيء ، [قلت لنفسي :](٤) يا نفس لو أني خلّفت لي أجمالا ، فإن أغير على النعم والغنم كان عندي ما أتحمّل عليه ، فخلفت عندي من الإبل ما أعلم أنه يحملني إن بليت ببلوى ؛ فبينا أنا ذات يوم جالس إذ جاءني راعي الإبل بعصاه ، فقلت له : ما وراءك؟ قال : قد أغير على النعم ، فقلت : ومن أغار عليها؟ قال : خيل محمّد ، فقلت : يا نفس هذا الذي كنت أحاذر ، وأين الفرار؟ فقربت أجمالي ، وحملت أهلي لأنجو بهم ، وكنت نصرانيا ، فدخلت على عمّتي ، فقلت : ما عسى أن يصنع بمثل هذه وقد كبرت. فحملت امرأتي ، فقالت لي عمي : يا عدي ، أما تتّقي ربك؟ تنجو بامرأتك وتدع عمتك؟ فقلت : وما عسى أن يصنع بنا (٥) وأنت امرأة قد كبرت؟ فمضيت ، ولم ألتفت إلى عمتي حتى وردت الشام ، وانتهيت إلى قيصر ، وكان بأرض حمص ، فأدخلت عليه ، فقلت له : إنّي رجل من العرب ، وأنا على دينك ، وهذا الرجل قد تناولنا ببلدنا ، فكان المفر منه إليك ، فقال لي قيصر : اذهب
__________________
(١) انظر أخبارها في : الإصابة ٤ / ٣٢٩ وأسد الغابة ٦ / ١٤٣ ومواضع عديدة من ترجمة أخيها عدي في تاريخ دمشق ٤٠ / ٦٦.
(٢) تقدمت ترجمته في كتابنا تاريخ مدينة دمشق طبعة دار الفكر ٤٠ / ٦٦ رقم ٤٦٥٩.
(٣) بالأصل و «ز» : «بست» وفي المختصر : «تثب» والمثبت عن المطبوعة.
(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل و «ز» ، واستدرك لاقتضاء السياق عن المختصر.
(٥) كذا بالأصل ، وفي «ز» : «بها» وفي المختصر : «نصنع بك» وفي المطبوعة : بك.