فماتت (١) سلمى بعد ما دخل بها الوليد بأربعين يوما فبكاها الوليد فقال (٢) :
ألمّا تعلما سلمى أقامت |
|
مضمنة من الصحراء لحدا |
لعمرك بالسفاء لقد أجنّوا |
|
ثنا (٣) حسنا ومكرمة ومجدا |
ووجها كان يعظم أن تراه (٤) |
|
شعاع الشمس يكثر أن يفدّى |
فلم أر ميتا أبكى لعين |
|
وأكثر جازعا وأجلّ فقدا |
وأجدر أن ترى ملكا لديه (٥) |
|
يريك (٦) جلادة ويسرّ وجدا |
أخبرنا أبو بكر الفرضي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيوية ، أنا سليمان ابن إسحاق ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد قال : فولد سعيد بن خالد : عبد الله ، وخالدا لأم ولد ، ومحمّدا لأم ولد ، وعبد الملك ، والوليد لأم ولد ، وأم عبد الملك تزوجها الوليد بن يزيد بن عبد الملك فولدت له سعيدا ، وأم سلمة بنت سعيد بن خالد تزوجها هشام بن عبد الملك فولدت له ، وأمّهم أم عمر (٧) بنت مروان بن الحكم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله ، نا يعقوب قال : وكان الوليد بن يزيد قال : يوم أتزوج (٨) سلمى بنت سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان بن عفان فهي طالق.
حدّثني سلمة ، نا عبد الرزّاق ، عن معمر قال : كتب الوليد بن يزيد إلى أمراء الأمصار أن يكتبوا إليه بالطلاق قبل النكاح ، وكان قد ابتلي بذلك ، فكتب إلى عامله باليمن ، فدعا ابن طاوس وإسماعيل بن شروس (٩) وسماك بن الفضل ، فأخبرهم ابن طاوس عن أبيه ، وإسماعيل بن شروس عن عطاء بن أبي رباح ، وسماك عن وهب بن منبه أنّهم قالوا : لا طلاق قبل النكاح ،
__________________
(١) بالأصل : فقالت ، والمثبت عن «ز» ، وفيها : قال : فماتت.
(٢) الأبيات في الأغاني ٧ / ٣١ ـ ٣٢.
(٣) في الأغاني : بها حسبا.
(٤) الأغاني :
ووجها كان يقصر عن مداه
(٥) في الأغاني :
وأجدر أن تكون لديه ملكا
(٦) بالأصل : يريد ، والمثبت عن «ز» ، والأغاني.
(٧) بالأصل و «ز» : «أم عمرو» والصواب ما أثبت ، انظر ما لاحظناه قريبا بشأنها.
(٨) كذا بالأصل و «ز» ، وفي المطبوعة : تزوج.
(٩) بالأصل و «ز» : «سروس» والصواب ما أثبت ، راجع ترجمته في ميزان الاعتدال ١ / ٢٣٤ وانظر المعرفة والتاريخ ٣ / ٣٠ و ٧٤.