أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله السلمي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا محمّد بن خلف ، أنا أبو سعيد المديني ـ يعني محمّد بن الوليد ـ حدّثني إبراهيم بن إبراهيم بن حسن بن زيد ، عن شيخ من ساكني العقيق ، قديم ، قال :
إنّي لواقف بالعقيق وقد جاء الحاج إذ طلعت امرأة على رحال (١) حولها صفف (٢) فنظرنا إليها فأعجبنا حالها ، فلمّا أن كانت حذو قصور سفيان بن عاصم ، يعني ابن عبد العزيز ابن مروان عدلت إليها ، ونحن ننظر ، فاضطجعت في موضع ساعة. ثم قامت فدخلت قصرا من تلك القصور ، فأقامت فيه ساعة ، ثم خرجت فركبت ومضت. قلنا : لننظران إلى ما صنعت هذه المرأة ، فجئنا مضجعها الذي اضطجعت فيه ، ثم دخلنا (٣) القصر الذي دخلته ، فإذا بكتاب يواجهنا في الجدار ؛ فإذا هو :
كفى حزنا بالهائم الصب أن يرى |
|
منازل من يهوى معطلة قفرا |
بلى إنّ ذا الشوق الموكل بالهوى |
|
يزيد اشتياقا كلما حاول الصبرا |
مقيما بها يوما إلى الليل لا يرى |
|
أوانس قد كانت تكون بها عصرا |
وتحته مكتوب : وكتبت آمنة بنت عمر بن عبد العزيز ، وكان سفيان بن عاصم زوجها.
٩٣٠٢ ـ آمنة (٤) ـ أو أميّة ـ بنت أبي الشعثاء الفزارية
روت عن مدلوك أبي سفيان.
روى عنها ابن أخيها مطر بن العلاء.
والذي شك في اسمها سليمان بن عبد الرّحمن راوي الحديث عن مطر. كذلك قال البخاري (٥) ، والأظهر أنّ اسمها آمنة ، لأن أبا بكر محمّد بن أحمد بن (٦) مطر بن العلاء ، روى
__________________
(١) تقرأ بالأصل : «رجال» وفي المختصر : «رحالة» والمثبت عن المطبوعة.
(٢) تقرأ بالأصل : «صفقت» وفي المطبوعة : «ضغث» والمثبت عن المختصر ، وصفف جمع صفّة ، وهو ما يضم خشبتي الرحل يتكأ عليه كالميثرة.
(٣) بالأصل : دخلت ، والمثبت عن المطبوعة والمختصر.
(٤) تحرفت بالأصل إلى : أمية.
(٥) جاء قول البخاري في التاريخ الكبير في ترجمة : «مدلوك أبو سفيان» ٨ / ٥٥ وتمام قوله : قال لنا سليمان بن عبد الرحمن نا مطر بن العلاء الفزاري ، قال : حدثتني عمتي آمنة أو أمية بنت أبي الشعثاء ـ شك سليمان ـ.
(٦) بالأصل : «ومطر والعلاء» والمثبت عن المطبوعة.