أيضا ـ قبّح الله امرأة تضطجع لزوجها ، وهذا عدوّه قد حلّ بساحته يقاتله ، إذا أراد منها ذلك فلتحث التراب في وجهه ، ثم لتقل : اخرج فقاتل عني ، فإني لست بامرأتك حتى تمنعني ، فلعمري ما يقرب النساء على مثل هذه الحال إلّا فشل (١) من الرجال ، قال : ثم مضى ، قال : تقول المرأة : وا سوأتاه هذا يظن أنّي ظننت أنه زوجي ، فقمت إليه أتعرّض له ، إنّما ظننت أنه لبس قرط ، ولم يكن تعشى البارحة إلّا عشاء خفيفا ، كان تعشى عنده رجلان من إخوانه ، فكنت قد هيأت له غداءه فأردت أن ينزل فيتغدى.
ذكر أبو مخنف (٢) هذه القصة في فتوحه عن الحارث بن كعب المرادي عن عبد الرّحمن ابن الشليل الفزاري ، عن عبد الله بن قرط الثّمالي.
٩٣٠٩ ـ أميمة (٣) بنت رقيقة (٤) وهي أميمة بنت عبد
ـ ويقال عبد الله ـ بن بجاد بن عمير بن الحارث بن حارثة
ابن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب (٥)
أمّها رقيقة بنت خويلد أخت خديجة بنت خويلد ، لها صحبة ، وهي من المبايعات.
شهدت مؤتة ، وقدمت على معاوية دمشق.
وروت عن النبي صلىاللهعليهوسلم أحاديث.
روى عنها محمّد بن المنكدر ، وابنتها حكيمة (٦) بنت أميمة.
أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن سهل بن عمر ، أنا أبو عثمان البحيري ، أنا أبو علي زاهر ابن أحمد ، أنا إبراهيم بن عبد الصّمد ، نا أبو مصعب ، نا مالك (٧) ، عن محمّد بن المنكدر ، عن أميمة بنت رقيقة أنها قالت :
__________________
(١) الفشل من الرجال : الضعيف الجبان.
(٢) يعني لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف ، أبو مخنف الأزدي ، ترجمته في سير الأعلام (٧ / ٢٢٨ ت ١٠٩٥) ط دار الفكر.
(٣) في تهذيب الكمال : أمية.
(٤) رقيقة بقافين مصغرة ، كما في الإصابة.
(٥) ترجمتها في تهذيب الكمال ٢١ / ٢٩٦ وتهذيب التهذيب ٦ / ٥٨٢ والطبقات الكبرى لابن سعد ٨ / ٢٥٥ ونسب قريش للمصعب ٢٢٩ وأسد الغابة ٦ / ٢٧ والإصابة ٤ / ٢٤٠ والاستيعاب ٤ / ٢٣٩ (هامش الإصابة).
(٦) تحرفت بالأصل إلى : حليمة ، والمثبت عن المطبوعة وتهذيب الكمال ، وحكيمة بالتصغير نص عليها ابن حجر في الإصابة.
(٧) رواه مالك في الموطّأ ، باب ما جاء في البيعة. رقم ١٧٩٩.