النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لأبي ذر رحمه الله : « يا أبا ذر استحي من الله ، فإني ـ والذي نفسي بيده ـ لاُظلّ حين أذهب إلى الخلاء متقنّعاً بثوبي استحياءً من الملكين اللذين معي » (١) .
وبفحوى هذه الأخبار ربما يمكن الاستدلال لاستحباب ( تغطية الرأس عند الدخول ) لو كان مكشوفاً ، مضافاً إلى الاتفاق المحكي عن المعتبر والذكرى (٢) .
وفي الفقيه : إقراراً بأنه غير مبرئ نفسه من العيوب (٣) .
وفي المقنعة : إنه يأمن به من عبث الشيطان ، ومن وصول الرائحة الخبيثة إلى دماغه ، وأن فيه إظهار الحياء من الله سبحانه لكثرة نعمه على العبد وقلّة الشكر منه (٤) .
( والتسمية ) دخولاً وخروجاً بالمأثور في الروايات ، منها الصحيح (٥) ، وفيما وجده الصدوق ـ رحمه الله ـ بخط سعد بن عبد الله مسنداً : « من كثر عليه السهو في الصلاة فليقل إذا دخل الخلاء : بسم الله وبالله أعوذ بالله من الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم » (٦) .
واستحباب مطلقها محتمل . وربما يستفاد من بعضها استحباب الإِخفات بها (٧) .
____________________
(١) أمالي الطوسي : ٥٤٥ ، الوسائل ١ : ٣٠٤ أبواب أحكام الخلوة ب ٣ ح ٣ .
(٢) المعتبر ١ : ١٣٣ ، الذكرى : ٢٠ .
(٣) الفقيه ١ : ١٧ .
(٤) المقنعة : ٣٩ .
(٥) الكافي ٣ : ١٦ / ١ ، التهذيب ١ : ٢٥ / ٦٣ ، الوسائل ١ : ٣٠٦ أبواب أحكام الخلوة ب ٥ ح ١ .
(٦) الفقيه ١ : ١٧ / ٤٢ ، الوسائل ١ : ٣٠٨ أبواب أحكام الخلوة ب ٥ ح ٨ .
(٧) الوسائل ١ : ٣٠٨ أبواب أحكام الخلوة ب ٥ ح ٧ .