ويستحب استقبال القبلة حينئذ كما عن المهذب (١) ؛ لأنه خير المجالس ، وأقرب إلى استجابة الدعاء . ويؤيده الخبر : كيف أضع يدي على قبور المؤمنين ؟ فأشار بيده إلى الأرض ووضعها عليها ورفعها وهو مقابل القبلة (٢) .
وهو صريح الرضوي : « ثم ضع يدك على القبر وأنت مستقبل القبلة » (٣) .
وينبغي كونهم حينئذ ( مسترحمين ) طالبين للرحمة ذكره الأصحاب ؛ للروايات ، منها الخبر : كنت مع أبي جعفر عليه السلام في جنازة رجل من أصحابنا ، فلمّا أن دفنوه قام إلى قبره فحثا على رأسه ثلاثاً بكفه ، ثم بسط كفّه على القبر ، ثم قال : « اللهم جاف الأرض عن جنبيه ، وأصعد إليك روحه ، ولقّه منك رضواناً ، وأسكن قبره من رحمتك ما تغنيه عن رحمة من سواك » ثم مضى (٤) .
وقريب من الدعاء فيه الدعاء في الخبرين ، أحدهما الرضوي (٥) .
( و ) أن ( يلقنه الوليّ ) أو من يأمره به ( بعد انصرافهم ) عنه ، إجماعاً كما عن الغنية والمعتبر وظاهر المنتهى ونهاية الإِحكام والتذكرة (٦) ؛ للروايات الخاصية والعامية ولكن ليس فيما يختص بهم ذكر الأئمة عليهم السلام ، وهي
____________________
(١) المهذَّب ١ : ٦٤ .
(٢) الكافي ٣ : ٢٠٠ / ٣ ، التهذيب ١ : ٤٦٢ / ١٥٠٨ ، الوسائل ٣ : ١٩٨ أبواب الدفن ب ٣٣ ح ٥ .
(٣) فقه الرضا ( عليه السلام ) : ١٧٢ ، المستدرك ٢ : ٣٣٨ أبواب الدفن ب ٣١ ح ٢ .
(٤) الكافي ٣ : ١٩٨ / ٣ ، التهذيب ١ : ٣١٩ / ٩٢٧ ، الوسائل ٣ : ١٩٠ أبواب الدفن ب ٢٩ ح ٣ .
(٥) فقه الرضا ( عليه السلام ) : ١٧٢ و ١٨٥ ، المستدرك ٢ : ٣٢٤ أبواب الدفن ب ٢١ ح ٦ . والخبر الثاني : التهذيب ١ : ٤٥٧ / ١٤٩٢ ، الوسائل ٣ : ١٨٠ أبواب الدفن ب ٢١ ح ٦ .
(٦) الغنية ( الجوامع الفقهية ) : ٥٦٤ ، المعتبر ١ : ٣٠٣ ، المنتهى ١ : ٤٦٣ ، نهاية الإِحكام ٢ : ٢٧٩ ، التذكرة ١ : ٥٣ .