وهي جمع سؤر ، وهو في اللغة : البقية من كل شيء (١) ، أو ما يبقيه المتناول من الطعام والشراب ، أو من الماء خاصة مع القلة ، فلا يقال لما يبقى في النهر أو البئر أو الحياض الكبار إذا شرب منها .
والمراد به هنا ـ على ما يظهر من الفتاوي في الباب وبه صرّح جمع منهم (٢) ـ ماء قليل باشره جسم حيوان . ويشهد به بعض الأخبار ، ففي موثقة عيص : عن سؤر الحائض ، قال : « توضأ منه ، وتوضأ من سؤر الجنب إذا كانت مأمونة وتغسل يدها قبل أن تدخلها الإِناء ، وقد كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم هو وعائشة يغتسلان في إناء واحد » (٣) . فتأمّل .
( فكلّها طاهرة ) إجماعاً كما عن الغنية (٤) ؛ للأصل والعمومات ، وإن كره بعضها :
كسؤر الحائض مطلقاً ، كما عن الإِسكافي والمصباح والمبسوط (٥) ؛ لإِطلاق النهي عنه في الخبرين (٦) ، مع ظهور القريب من الصحيح في الكافي
____________________
(١) السؤر : بقية الشيء ، وبقية كل شيء سؤره ـ لسان العرب ٤ : ٣٣٩ و ٣٤٠ .
(٢) كابن حمزة في الوسيلة : ٧٦ ، والشهيد الثاني في روض الجنان : ١٥٧ ، وصاحب الحدائق ١ : ٤١٩ .
(٣) التهذيب ١ : ٢٢٢ / ٦٣٣ ، الاستبصار ١ : ١٧ / ٣١ ، الوسائل ١ : ٢٣٤ أبواب الأسآر ب ٧ ح ١ .
(٤) الغنية ( الجوامع الفقيهة ) : ٥٥١ .
(٥) حكاه عن الإِسكافي في كشف اللثام ١ : ٣١ ، وعن مصباح السيّد في المختلف : ١٢ ، المبسوط ١ : ١٠ .
(٦) الأول : الكافي ٣ : ١٠ / ١ ، الوسائل ١ : ٢٣٦ أبواب الأسآر ب ٨ ح ١ .
الثاني : الكافي ٣ : ١٠ / ٣ ، التهذيب ١ : ٢٢٢ / ٦٣٥ ، الوسائل ١ : ٢٣٦ أبواب الأسآر ب ٨ ح ٢ .