وهو ما يستحق إطلاق الاسم من دون توقّفٍ على الإِضافة ، ولا يخرجه عنه وقوع التقييد بها في بعض الأفراد .
( فهو ) مطلقاً ( طاهر ) في نفسه ( مطهِّر ) له ولغيره ؛ بالكتاب والسنّة والإِجماع .
قال الله تعالى : ( وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ ) (١) .
وقال أيضاً : ( وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا ) (٢) .
والمناقشة فيهما بأخصّيّتهما من وجهين ، من حيث إنّ الماء فيهما مطلق فلا يعمّ جميع مياه السماء ، مع اختصاصهما بمائها فلا يعمّان غيره ، فلا يعمّان المدّعى .
مدفوعة بورودهما في مقام الامتنان المناسب للتعميم ، كما صرّح به جمع (٣) ، مضافاً إلى عدم القول بالفصل ، فيندفع به أحدهما .
ويندفع الآخر بالإِجماع المزبور ، وبما يستفاد من الكتاب والسُنّة من كون مياه الأرض بأجمعها من السماء ، صرّح به الصدوق في الفقيه ، وغيره (٤) .
قال الله تعالى : ( وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ ) (٥) .
وروى القمي في تفسيره عن مولانا الباقر عليه السلام قال : « هي الأنهار
____________________
(١) الأنفال : ١١ .
(٢) الفرقان : ٤٨ .
(٣) منهم الفاضل المقداد في كنز العرفان ١ : ٤١ ، صاحب معالم الفقه : ٤ ، صاحب المدراك ١ : ٢٧ ، صاحب الحدائق ١ : ١٧٣ .
(٤) الفقيه ١ : ٦ ؛ وانظر الحبل المتين : ٣٤٦ ، الحدائق ١ : ١٧٣ .
(٥) المؤمنون : ١٨ .