بمفعول باب (١) الإفعال ، فصار : مضربا ، ثم ضمّ الراء حتى لا يلتبس المفعول بالموضع ، فصار : مضربا ، ثم أشبعت الضمة لانعدام : «مفعل» في كلامهم بغير التاء ، فصار مضروبا ، والمؤنث (٢) محمول عليه.
وغيّر (٣) مفعول الثلاثي دون مفعول سائر الأفعال والموضع ، حتى يصير مشابها في التغيير (٤) باسم الفاعل ، أعني : غيّر الفاعل من : يفعل ، ويفعل إلى : «فاعل» والقياس : فاعل وفاعل ، فغير (٥)
______________________________________________________
(١) لأن مفعول باب الإفعال لكونه يجيء بضم الميم وفتح ما قبل الآخر مثل مكرم ، فلدفع الالتباس فتح الميم ولم يكسر مع أن رفعه يحصل بذلك أيضا إذ حينئذ يلزم الالتباس بالظرف من مكسور العين. اه مهديه.
(٢) جواب سؤال مقدر تقديره إن يقال : إن المناسب في اسم مفعول المؤنث مضربة بضم الرّاء بدون الإشباع إذ الإشباع في المذكر منه للضرورة التي هي انعدام وزن مفعل في كلامهم بغير التاء ، وفي المؤنث قد انتفى هذه الضرورة لوجود وزن مفعلة في كلامهم كثيرا نحو مكرمة بأن إشباع ضمة الراء في المؤنث حملا له على المذكر لكونه فرعا له. اه لمحرره.
(٣) قوله : (وغيّر ... إلخ) ولما توجه أن يقال : لم خصّ التغيير باسم المفعول من الثلاثي ؛ لدفع الالتباس دون مفعول باب الإفعال ، والموضع مع أن الالتباس يدفع بتغييرهما أيضا ، أجاب بقوله : وغيره ... إلخ. اه فلاح شرح مراح.
(٤) قوله : (في التغيير ... إلخ) وتحقيق هذا الكلام هو أن القياس في اسم المفعول من الثلاثي المجرد أن يكون على وزن مضارعه كما في اسم الفاعل ، ويقال : من يضرب مضرب بضم الميم وفتح الراء لكنهم لما أداهم حذف الهمزة في باب الإفعال إلى كون مفعوله مفعل بضم الميم وفتح العين يلزم الالتباس فقصدوا تغيير أحدهما لدفعه ، فغيروا مفعول الثلاثي لما ثبت التغيير في أخيه وهو اسم الفاعل من الثلاثي أيضا دون مفعول باب الإفعال ؛ لعدم التغيير في أخيه وهو اسم الفاعل من هذا الباب أيضا ، والتغيير في اسم الفاعل من الثلاثي من وجهين أحدهما أنه وإن كان كمضارعه في مطلق الحركات والسّكنات لكنه ليس الزيادة فيه في موضع الزيادة في المضارع وهو ظاهر بخلاف فاعل باب الإفعال ، والثّاني الحركات في أكثره ليس كحركة مضارعه كما في مضموم العين نحو ينصر وناصر ، وكما في المفتوح العين نحو يعلم وعالم ، بخلاف الفاعل من باب الإفعال إذ مكرم بوزن يكرم من غير فرق غير أن الميم أقيم مقام الياء ، وهذا الوجه الثّاني هو معنى قوله : أعني غير ... إلخ. اه مولوي أحمد رحمهالله تعالى.
(٥) قوله : (فغير ... إلخ) والمراد بالتغيير تبديل حركة العين فيهما بحركة أخرى من يفعل ، ـ