العين نحو : الموجل ، حتى لا يظنّ أن وزنه : فوعل (١) ، مثل (٢) : «جورب» لأنه ليس من اسم المكان والزمان ، ولا يظنّ (٣) فوعل في الكسر ؛ لأن : «فوعلا» (٤) لا يوجد في كلامهم.
______________________________________________________
ضمته وفتحته باللسان ، ولا يخفى أن في كسر العين يلزم الخروج من الضمة إلى الكسرة إذ الواو ولد من ضمتين وهذا أثقل ؛ لأن الواو الساكن في حكم الميت ؛ أو لأن الظرف مأخوذ من المضارع وكونه مكسور العين في المثال أكثر من كونه فيه مضموما أو مفتوحا فكسر عين اسم الظرف في المثال لتبعية الكثير وما جاء منه مفتوح العين أو المضموم فمحمول عليه طردا للباب وإتباعا للقليل الكثير. اه تبيان.
(١) قوله : (فوعل) بفتح الفاء والعين زعما أن الميم من نفس بناء الكلمة لا زائدا عليه فيلزم أصالة الميم وزيادة الواو ، وليس كذلك فتركت الفتحة.
وفيه أن المظن إمّا المتتبع لكتب القوم وإمّا غيره ، فمن إرادة الأول لا مجال لظن أصالة الميم ثمة أصلا لسقوط الميم من المصدر وأكثر أمثلة الاشتقاق ، ومن إرادة الثّاني فهو يظن أيضا في حال الكسرة بأن وزنه فوعل بالكسر ؛ لأن عدم وجدان زنة فوعل بالكسر يعلم بعد التتبع لا قبله ولا تتبع له تأمل ليظهر لك الحق. اه من التبيان.
(٢) قيل على هذا ينبغي أن يكسر عين الظرف في غير المثال أيضا مطلقا سواء كان مضارعه مفتوح العين أو مضموم العين فإن بفتحه ثمة كمفعل أيضا يظن أن وزنه فوعل ؛ إذ مفعل مثله في الحروف والحركات والسّكنات عددا إلّا أن يقال : هذا الظن في غير المثال بعيد جدا ، إذ المعهود أن الزنة يتبع الموزون وحرف العلّة لم تكن في الموزون من الصحيح ، فكيف في وزنه ، وفي الأجوف وإن تحققت إلّا أنه في مقابلة العين ، بخلاف المثال فإن حرف العلّة في الظرف فيه مقام فاء الكلمة كذا قيل. اه تحرير.
(٣) قوله : (ولا يظن) جواب ما يقال : بأنه كما يظن بفتح عين ظرف المثال أن وزنه فوعل فكذا للظان أن يظن في كسر عينه في المثال كونه زنة فوعل بكسر العين بأنه لا يظن ... إلخ. اه عصام.
(٤) قوله : (لأنّ فوعلا ... إلخ) وهذا الدليل ليس بسديد ؛ لأن المكان من الفعل الصحيح مثل المذهب قد يظن أن وزنه فعلل مثل جعفر وهو ليس بمكان مع أنه لم يكسر بل أبقي على حاله ، والأولى ما ذكره المحققون من أنهم كسروا العين في معتل الفاء ؛ لأن الكسر مع الواو أخف من الفتح معه ؛ لأن موعدا وموجلا بالكسر أخف من موعد وموجل بالفتح ، وذلك لما قيل من أن المسافة بين الفتحة والواو منفرجة بخلاف الكسر مع الواو ، لا يقال : الفتح أخف الحركات ، والكسر ثقيل فاستعمال الأخف مع الواو أخف من استعمال الثقيل معه ؛ ـ