وكسرت الميم (١) للفرق (٢) بينه (٣) وبين الموضع.
______________________________________________________
حالة له ، ومثله العذرة لحالة وقت الاعتذار ، كذا قيل.
اعلم أن معنى قول الصّرفيين : إن الأوزان الأربعة المذكورة تطلق على هذه المعاني الأربعة المذكورة ؛ لأن المعاني الأربعة ينحصر أوزانها في هذه الأربعة ، إذ قد علمت أن وزن الموضع ، إمّا مفعل بفتح العين ، أو مفعل بالكسر وكذا أن وزن الآلة ، إمّا مفعل بفتح العين أو مفعال أو مفعلة ، كما أشرنا إليه ، وكذا أن وزن المرة إمّا فعلة بفتح الفاء ، أو فعلة بكسرها ، أو فعلة بضمها ، وذلك ؛ لأن الفعل الثلاثي الذي يراد بناء المرة منه ، إمّا أن يكون في مصدره تاء كنشدة وكدرة ، أو لا فإن كان الثّاني فالمرة منه على فعلة بالفتح نحو ضربة ، وإن كان الأول فالمرة منه على مصدره المستعمل بلا فرق في اللفظ نحو نشدة وكدرة ، والفارق حينئذ القرائن كنشدة واحدة ، وإذا لم تقيد بمثل الواحد كان مصدرا مستعملا ، وشذ قولهم : أتيته إتيانة ولقيته لقاية ؛ لأنهما من الثلاثي الذي لا تاء في مصدره إذ مصدرهما إتيان ولقاء ، والقياس أتيته ولقيته بفتح أولهما ، وكذا أن وزن النوع إمّا فعلة أو فعلة أو فعلة بالحركات الثلاث ؛ وذلك لأن الفعل الثلاثي الذي يراد به بناء النوع منه ، إمّا أن يكون في مصدره تاء أو لا ، فإن كان الثّاني فالنوع منه على فعلة بالكسر نحو ضربة ، وإن كان الأول فالنوع على مصدره المستعمل أيضا كنشدة وكدرة ورحمة والفارق القرائن كنشدة لطيفة ، هذا إذا كان الفعل ثلاثيا ، وأمّا إذا كان غيره فإن كان في مصدره تاء فالمرة والنوع على مصدره المستعمل ، والفارق القرائن أيضا نحو استقامة ودحرجة واحدة أو حسنة وإن لم يكن فيه التاء فالمرّة والنوع على وزن مصدره مزيدا عليه تاء المرة والنوع نحو انطلاقة واحدة وتدحرجة واحدة أو حسنة. اه شرح كافية التصريف.
(١) اه تبيان.
(٢) قوله : (للفرق ... إلخ) اه تتمة البيان.
(٣) قوله : (للفرق ... إلخ) ولم يضم بثقله ، ولئلا يلتبس بمفعول باب الإفعال ، ولم يعكس الأمر ؛ لأن الموضع أكثر استعمالا بالنسبة إلى الآلة ، والفتح أخف ، والأخف أولى لما كثر استعماله ، ولأن زيادة الميم في الموضع لمناسبته للمفعول والميم مفتوح فيه فزيد في الموضع مفتوحا فبقي الكسرة للآلة للفرق. اه أحمد.
لمجيء الظرف من جميع الأبواب بخلاف اسم الآلة فإنه لا يجيء إلا من الثلاثي المجرد المتعدي. اه تبيان.