الباب (١) الثاني :
في المضاعف (٢)
ويقال له : «الأصمّ» (٣) لشدّته ، ولا يقال له : «الصحيح» لصيرورة أحد حرفيه
______________________________________________________
(١) قوله : (الباب ... إلخ) وإنما قدم هذا الباب على المهموز لقربه من الصحيح بالنسبة إلى المهموز ؛ لأن إبدال حروف العلّة من أحد حرفي المضاعف قليل وتخفيف الهمزة وتليينها كثير شائع حتى كان المهموز كالمعتل في التخفيف والتليين ولما كان مقدما على المهموز وهو مقدم على سائر الأبواب كان مقدما عليها. اه ابن كمال.
(٢) قوله : (المضاعف) وهو اسم مفعول من ضاعف ومعناه لغة ما يزاد عليه شيء فيصير مثليه أو أكثر ، وأمّا معناه اصطلاحا فهو من الثلاثي والمزيد فيه منه ما كان عينه ولامه حرفين متماثلين كردّ وأعدّ ، ومن الرباعي المجرد والمزيد فيه منه هو الذي فاؤه ولامه الأولى من جنس واحد ، وكذا عينه ولامه الثّانية من جنس واحد ، نحو زلزل وتزلزل فتعريفا القسمين يشملان الصحيح والمعتل نحو مدّ وحيّ وزلزل وولول ، ومثل (فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ) [البقرة : ١٦] ، لا يسمى مضاعفا بل يسمى مدغما ، وكذا مثل الرحمن ومثل عليّ وإليّ وكذا كل كلمة اجتمع فيها حرفان من جنس واحد ، ولكن ليس شيء منهما عينا ولا لاما نحو اجلوذّ ، أو كان أحدهما لاما والآخر لا يكون عينا ، أو بالعكس نحو إحمرّ واحمارّ واقشعرّ ونحو قطّع.
واعلم أن المضاعف من الرباعي يسمى مطابقا بفتح الباء أيضا لتطابق بعض حروفه لبعضه ؛ لأن فاءه مطابقة للامه الأولى ، وعينه مطابقة للامه الثّانية ، ولم يمكن فيه الإدغام للفصل بين الاثنين. اه فلاح مختصرا.
والسر في ترك تعريفه الاكتفاء بشهرته إذ كل أحد عالم بأن المضاعف ما اجتمع فيه حرفان من العين واللام من جنس واحد فكان مشابها بالبديهي ، والبديهي غير مفتقر إلى التعريف.
اه تحرير.
(٣) قوله : (الأصم) وهو من به وقر في الأذن فلا يسمع الصوت الخفي فيحتاج إلى شدة الصوت ، والمضاعف أيضا يحتاج إلى شدة الصوت ؛ لعدم إمكان النطق به عند الصوت الخفي ، فمعنى قوله لشدته : لشدة المضاعف عند النطق به. ـ