ولا يجيء (١) من : «فعل يفعل» إلا قليلا ، نحو : حبّ يحبّ (٢) ، فهو حبيب ، ولبّ يلبّ ، فهو لبيب.
فإذا اجتمع فيه (٣) حرفان من جنس واحد أو متقاربان في المخرج يدغم (٤) الأول (٥)
______________________________________________________
(١) جواب عما يتجه أن حصر مجيء المضاعف من ثلاثة أبواب كما أفاده المصنف بقوله : وهو يجيء من ثلاثة أبواب ، غير صحيح لمجيئه من فعل يفعل بضم العين فيهما أيضا ، بأن مجيئه من فعل يفعل بضم العين فيهما نادر والنادر كالمعدوم فلا عبرة له ، فالحصر صحيح في الثلاثة.
اه تحرير.
(٢) أصله حبب يحبب بضم العين فيهما ثم أسكنت وأدغمت ، والدليل عليه أن يبنى فاعله على فعيل ؛ لأن فعيلا إنما يجيء من مضموم العين فيهما ، وإليه أشار بقوله : فهو حبيب كذا قيل ، وفيه ضعف إذ الحبيب بمعنى المحبوب ، ولو سلم فلا يختص فعيل بهذا الباب بل يجيء منه غالبا. اه ف.
(٣) قوله : (فإذا اجتمع فيه ... إلخ) فإن قيل : الضمير في قوله : فيه إمّا أن يرجع إلى المضاعف أو إلى مطلق اللفظ لا سبيل إلى شيء منهما ، أمّا إلى الأول فلأن المضاعف عبارة عما يجتمع فيه الحرفان لا غير فلا معنى لقوله : فإذا اجتمع ... إلخ ؛ إذ يوهم أن المضاعف يجوز أن لا يجتمع فيه الحرفان وهذا خلف ، وأمّا الثّاني فلأن مطلق اللفظ ليس بمذكور فيما تقدم حتى يرجع إليه؟.
والجواب : أن الضمير راجع إلى مطلق اللفظ ؛ لكونه مفهوما من سياق الكلام ، فلا بأس بذلك كما في قوله تعالى : (وَلِأَبَوَيْهِ) [النساء : ١١] الآية ، أي : الميت مع أنه لم يذكر سابقا عليه ، فيكون المرجع مذكورا حكما. اه حنفية.
(٤) قوله : (يدغم الأول ... إلخ) الإدغام هو الإدخال لغة يقال : أدغمت اللجام في فم الفرس إذا أدخلته فيه ، فالأول يسمى مدغما لإدغامك إياه ، والثّاني مدغما فيه لإدغامك الأول فيه ، والمراد بإدغامه فيه إيراده معه بلا فصل لا الإدخال حقيقة ، إذ لا يتصور إدخال حرف في حرف حقيقة. اه مولوي جلال الدين رحمهالله تعالى.
(٥) أي : يجوز إدغام الأول في الثّاني أي : لا يجب ترك الإدغام ، سواء وجب الإدغام كما في مدّ ، أو لا نحو : (أَخْرَجَ شَطْأَهُ) [الفتح : ٢٩]. اه مولوي.
قوله : (يدغم الأول) واعترض بأن هذه الضابطة صادقة على صحراء ؛ لأن أصله القصر فزيدت الألف توسعا ، فالتقى ألفان أولاهما ساكنة وثانيتهما متحركة ، فقد يصدق عليه أنه اجتمع الحرفان المتجانسان مع الإدغام لا يجوز فيه فلو قال : إلا أن يكونا ألفين ـ