في الثاني لثقل (١) المكرّر ، نحو : مدّ مدّا مدّوا ... إلخ ، ونحو : (أَخْرَجَ شَطْأَهُ) [الفتح : ٢٩] ، و (قالَتْ طائِفَةٌ) (٢) [آل عمران : ٧٢].
والإدغام (٣) : إلباث (٤) الحرف في مخرجه مقدار إلباث الحرفين ، كذا نقل عن
______________________________________________________
لكان أصوب ، والجواب أن المصنف اكتفى بالمثال عن ذكرهما نحو مد ... إلخ اه. حنفية باختصار.
(١) قوله : (لثقل المكرر) وذلك لأنه إذا اجتمع في كلمة واحدة حرفان متجانسان ولم يدغم الأول في الثّاني ينتقل اللسان من مخرج الحرف ثم إلى هذا المخرج مرة أخرى نحو قوول ومدد ، فاستثقلوا أن يزيل ألسنتهم عن شيء ثم يعيدها إليه إذ في ذلك كلفة في اللسان ومشقة ، يشبه مشي المقيد الذي يضع إحدى قدميه في الموضع ويرفع عنه الأخرى وهو شاق لمخالفته المألوف ، فإذا أدغم زال ذلك الثقل فإن النطق بالحرفين يكون دفعة واحدة بعد الإدغام فإنهما يصيران بتداخلهما كحرف واحد فيرتفع من اللسان عنهما دفعة واحدة شديدة نحو مدّ ... إلخ.
وإذ قد علمت سبب إدغام المتجانسين فقس عليه في المتقاربين إذ مخرجهما وإن كانا متقاربين في نفس الأمر لكن بعد انتقال اللسان مخرج أحدهما إلى مخرج الآخر ، كانتقال من مخرج ثم إليه لقربه منه ومقارنته له نحو اذدكر ، لكن إذا أدغم فلا بد من تماثل بقلب أحدهما إلى الآخر ، والقياس قلب أولهما إلا أن
يعرض عارض كما سنذكره إن شاء الله تعالى. اه ابن كمال.
(٢) قوله : (وقالت ... إلخ) مثالان لإدغام الحرفين المتقاربين فإن الجيم متقارب الشين مخرجا ، وكذا التاء إلى الطاء ، وأنت تعلم أن الحرفين المتجانسين إذا كانا في كلمتين نحو (فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ) لا يسمى شيء من الكلمتين ولا مجموع الكلمتين مضاعفا ، فضلا عن المتقاربين في كلمتين فتمثيل المتقاربين في المخرج بهذين المثالين لا يلائم قوله : فإذا اجتمع فيه حرفان ...
إلخ. إذ الضمير البارز في فيه راجع إلى المضاعف. اه فلاح.
(٣) وهو في اللغة إدخال الشيء في غيره يقال : أدغمت اللجام في فم الفرس ، إذا أدخلته فيه ، وقد قصره أئمة العربية على إدخال الحرف في مثله أو متقاربه ، وتعريف صاحب الكشاف بأنه إلباث ... إلخ تعريف باللازم ؛ لأن المدغم والمدغم فيه حرفان في اللفظ حقيقة لا حرف واحد قد ألبث في مخرجه مقدار إلباث الحرفين ، لكن باعتبار أن الحرف إذا أدخل في مثله ونطق معه دفعة كان كأنه نطق بحرف واحد ، لكنه بإلباث في مخرجه مقدار إلباث الحرفين ، وإن كان الملفوظ في الحقيقة حرفين ، وهذا غاية ما يتكلف في توجيه هذا التعريف. اه ابن كمال باشا.
(٤) قوله : (والإدغام إلباث ... إلخ) وليس هذا التفسير في المفصل ولعله وجده في كتاب آخر ، وأراد به أن الإدغام إلباث الحرف المشدد في مخرجه بحيث لا يصير الساكن معدوما محضا قريبا من إلباث الحرفين بالتخفيف ، بحيث لا يكون مثلهما بلا تفاوت ، ولا شك أن ـ